بقيت الحفرية مخبأة في درج المتحف لعقود من الزمن قبل أن يعيد الباحثون فحصها للكشف عن قصة عن الحياة والموت في عصور ما قبل التاريخ.
يعتقد الباحثون أن سمكة من عصر الديناصورات ماتت مختنقة بطعامها، إذ يبدو أنها ابتلعت قوقعة عملاقة. وقال الفريق إن السمكة ربما اختنقت حتى الموت، أو مزقت القوقعة معدتها أثناء ابتلاعها.
عثر العلماء في ألمانيا على سمكة ذات قشرة من الأمونيت (وهي مجموعة منقرضة من الرخويات البحرية) عالقة بداخلها. هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء سمكة متحجرة تحتوي على أمونيت كبير سليم داخل جسمها، حسبما قال صموئيل كوبر، مرشح الدكتوراه في متحف الدولة للتاريخ الطبيعي في شتوتغارت في ألمانيا.
عثر العلماء على الحفرية لأول مرة بالقرب من شتوتغارت في عام 1977 وخزنوها في درج المتحف حتى ألقى الباحثون مؤخرًا نظرة فاحصة وجمعوا المعلومات عن كيفية موت هذه السمكة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ.
وقال كوبر: «إذا كنت تريد تحقيق اكتشاف مثير حقًا في علم الحفريات، فلن تحتاج دائمًا إلى زيارة المحجر أو الجرف أو حتى الذهاب للبحث عن الحفريات. كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى المتحف المحلي لديك وطلب فتح بعض الأدراج. نشر كوبر وزميله وصفًا للحفرية في 24 يوليو في مجلة Geological Magazine.
منذ حوالي 180 مليون سنة، خلال العصر الجوراسي (منذ 201 مليون إلى 145 مليون سنة)، كان يوجد جنوب غرب ألمانيا موطنًا للحياة البرية البحرية العملاقة مغطى ببحر ضحل دافئ، احتوى على حيوانات مثل الإكثيوصورات والبليزوصورات.
لكن كان مختبئًا بين تلك الحيوانات العملاقة مجموعة من الكائنات البحرية الأصغر حجمًا، بما في ذلك سمكة باكيكورموس ماكروبتيروس Pachycormus macropterus، وهي سمكة أنيقة تشبه سمك التونة يبلغ طولها حوالي 3 أقدام (0.9 متر). وقال كوبر إن علماء الحفريات يعتقدون أن أسماك الباكيكورموس تناولت أطعمة طرية مثل الحبار. ولكن في أحد الأيام، قررت إحدى الأسماك أن تجرب تغيير نظامها الغذائي.
تُظهر الحفرية بوضوح بصمة قوقعة أمونيت حلزونية بعرض 4 بوصات (10 سم) مثبتة على العمود الفقري للسمكة. وبالنسبة لسمكة بهذا الحجم، فمن الواضح أن هذه القوقعة كبيرة جدًا ولا يمكن ابتلاعها.
قال كوبر: «أعتقد أن الأمر يعادل أن نبتلع أنا أو أنت طبق عشاء صغير. ويتكهن بأنه قد تكون السمكة أخطأت وظنت أن هذه الصدفة قطعة طعام صالحة للأكل، أو ابتلعت الصدفة عن طريق الخطأ أثناء تناول الطعام من حولها».
وقال كوبر إن الباحثين كانوا يعلمون سابقًا أن المتحف يحتوي على سمكة متحجرة مع الأمونيت، لكنهم اعتقدوا أن هذا الاقتران كان على الأرجح محض صدفة. فقد تكون السمكة والأمونيت سقطتا ببساطة في نفس المكان وتحجرتا بجانب بعضهما البعض.
ولكن من خلال فحص العينة عن كثب، وجد كوبر أن أجزاء من السمكة كانت فوق أحفورة الأمونيت وأجزاء أخرى كانت تحتها، مما يدل على أن القشرة كانت داخل السمكة عندما ماتت.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الأراغونيت (وهو المعدن الذي يشكل جزءًا كبيرًا من قشرة الأمونيت) محفوظ جيدًا بشكل ملحوظ. وقال كوبر إن الأراغونيت يميل إلى التحلل في الحفريات، مما يجعل العثور عليه نادرًا. لكن في هذه الحالة، قد تكون معدة السمكة وفرت حاجزًا وقائيًا للصدفة ومنعت التدهور الكلي للأراغونيت.
ومن خلال تجميع الأدلة معًا ومعرفة كيف عاشت وماتت هذه المخلوقات، سيستطيع الباحثون البدء في إعادة هذا النظام البيئي البحري الذي يعود إلى العصر الجوراسي إلى الحياة.
قال كوبر: «بالنسبة لي، يرسم ذلك صورة مثيرة للاهتمام حقًا لما كان يحدث بالفعل».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience