وصف علماء الحفريات في مصر نوعًا جديدًا من الحيتان المنقرضة التي كانت تتضاءل أمام الباسيلوصوريات الأخرى.
كان الحوت الصغير الذي عاش قبل 41 مليون سنة فيما يعرف الآن بمصر هو الأصغر من نوعه ومات صغيرًا أيضًا، مما دفع الباحثين إلى تسميته على اسم الفرعون المصري القديم توت عنخ آمون، الذي توفي عن عمر يناهز 18 عامًا.
يُطلق على النوع اسم توتسيتوس رايانينسيس Tutcetus rayanensis، وهو النوع الموصوف حديثًا من الباسيلوصوريات، وهي عائلة منقرضة من الحيتان المائية بالكامل، والحوت المكتشف هو أصغر حوت باسيلوصوري معروف على الإطلاق، وفقًا لدراسة نُشرت يوم الخميس (10 أغسطس) في مجلة Communications Biology. يبلغ طول الحوت القديم حوالي 8 أقدام (2.5 متر) ويزن حوالي 412 رطلاً (187 كيلوجرامًا)، وهو تقريبًا بحجم النمر البالغ في العصر الحديث (Panthera tigris).
على الرغم من أن توتسيتوس أكبر من البشر، لكنه كان «مصغرًا» بشكل واضح عند قياسه جنبًا إلى جنب مع الباسيلوصوريات الأخرى، والتي تراوح طولها من 13 إلى 59 قدمًا (4 إلى 18 مترًا).
اكتشف علماء الحفريات بقايا الحوت المتحجرة قبل خمس سنوات في منخفض الفيوم، وهو حوض صحراوي بالقرب من نهر النيل في مصر. وبعد تحليل الجمجمة والفك والأسنان وشظايا الفقرات المحفوظة للثدييات البحرية المنقرضة، توصلوا إلى أنه نظرًا لأن العظام الموجودة داخل جمجمتها وفقراتها اندمجت بالفعل وأن أسنانها البالغة لا تزال في طور النمو، فقد كانت تقترب من مرحلة البلوغ عندما ماتت.
لم يستطع الباحثون عدم ملاحظة أوجه التشابه بين الموت المبكر لحوتهم المكتشف والفرعون الذي توفي في سن مبكرة عام 1323 قبل الميلاد.
وقال هشام سلام، المؤلف المشارك في الدراسة، وعالم الحفريات في معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية في الجامعة الأمريكية في القاهرة: «لقد مات الملك توت صغيرًا أيضًا».
ولم تقدم أسنان الحيوان الحادة المحفوظة جيدًا نظرة ثاقبة لعمره عند الوفاة فحسب، بل لمحت أيضًا إلى ما قد يكون أكله الحوت في محيط تيثيس في عصور ما قبل التاريخ.
يقول المؤلف المشارك في الدراسة عبد الله جوهر، مرشح الدكتوراه في قسم علم الحيوان بجامعة المنصورة في مصر: «لقد كنا محظوظين بالحصول على مجموعة كاملة من الأسنان السفلية لهذا الحوت واكتشفنا أنها كانت شبه ناضجة ولكنها لم تصل لمرحلة البلوغ بعد. كانت أسنانه ذات مينا ناعمة للغاية، وهو مؤشر على أنه يتغذى بشكل رئيسي على الأسماك والحبار والأخطبوط وغيرها من الفرائس التي لا تتحرك بسرعة».
نظرًا لأن أضراسه الدائمة ظهرت قبل الضواحك الدائمة، وهو أمر شائع في الثدييات ذات دورات الحياة الأقصر، فقد استنتج الباحثون أن الحوت المصغر ربما وصل إلى مرحلة النضج الجنسي في سن مبكرة ولكنه مات أيضًا في وقت أبكر من الباسيلوصوريات الأخرى، وفقًا للبيان.
قال جوهر:«عاش توتسيتوس سريعًا ومات سريعًا. قد يكون السبب وراء ذلك تكيفيًا مع تغير المناخ أيضًا».
حسنًا، إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون قصر قامة الحوت ودورة حياته القصيرة استجابة لـ «الحد الأقصى الحراري لوتيتيان Lutetian Thermal Maximum»، وهو حدث ارتفاع درجات الحرارة الذي حدث قبل حوالي 42 مليون سنة وشهد انكماش الحيوانات، وفقًا للدراسة.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience