قد تصبح الحيوانات محاصرة في بيئاتها بسبب تكيفاتها الخاصة
توصلت دراسة جديدة إلى أن الطيور التي تغوص تحت الماء، مثل طيور البطريق والغواصيات و”الغريب” أكثر عرضة للانقراض من أقربائها غير الأحياء.
طورت العديد من الطيور المائية أجسامًا وسلوكيات عالية التخصص تسهل الغوص. الآن، يُظهر تحليل التاريخ التطوري لأكثر من 700 نوع من الطيور المائية أنه بمجرد أن تكتسب مجموعة الطيور القدرة على الغوص، فإن التغيير لا رجوع فيه. يمكن أن تساعد عدم المرونة في تفسير سبب ارتفاع معدل انقراض الطيور التي تغوص مقارنة بالطيور التي لا تغوص، حسبما أفاد باحثون في 21 ديسمبر وقائع الجمعية الملكية.
تقول كاثرين شيرد، عالمة الأحياء التطورية في جامعة بريستول في إنجلترا، والتي لم تشارك في الدراسة: «يحتاج الغوص إلى تكيفات مورفولوجية كبيرة». فمثلًا، طورت الطيور التي تغوص في الماء من الهواء، مثل الأطيش وبعض طيور البجع تعديلات في عضلات الرقبة والعظام في الصدر.
من المحتمل أن بعض الطيور الغاطسة تتطور تحت «تأثير» تطوري، إذ تفتح التكيفات الموجهة لاستغلال مصدر أو موطن معين للغذاء بعض الفرص الجديدة، ولكن تشجع أيضًا المزيد من التكيف التطوري المتخصص. قد تصبح هذه الطيور محاصرة في بيئاتها، مما يزيد من خطر الانقراض. يكون هذا صحيح بشكل خاص إذا تغير موطنهم بسرعة بطريقة سلبية، ربما بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
حقق عالما الأحياء التطوريان جوش تايلر وجين يونغر في تطور الغوص في طيور الماء (Aequorlitornithes)، وهي مجموعة من 727 نوعًا من الطيور المائية عبر 11 مجموعة من الطيور. قسم الفريق الأنواع إلى إما طيور غير غاطسة، أو نوع واحد من ثلاثة أنواع تغوص: المطاردة بالدفع بالقدم (مثل البطريق والجريبس)، والمطاردة بالأجنحة (مثل طيور البطريق والأوك) والغواصين بالغطس.
وجد الباحثون أن الغوص قد تطور على الأقل 14 مرة منفصلة في الطيور المائية، ولكن لم تكن هناك حالات عادت فيها الطيور الغاطسة إلى شكل لا تغوص فيها.
استكشف العلماء أيضًا العلاقة بين الغوص وتطور أنواع جديدة، أو زوالها في سلالات الطيور المختلفة. من بين 236 نوعًا من الطيور الغواصة، شكل 75 نوع، أو 32% منهم جزءًا من السلالات التي تعاني من انقراض أكثر من 0.02 نوعًا لكل مليون سنة مقارنة بجيل الأنواع الجديدة. كان معدل الانقراض المرتفع هذا أكثر شيوعًا في غواصين المطاردة بالأجنحة وبالدفع بالقدم مقارنة بالغواصين الغاطسين. من ناحية أخرى، أنتجت سلالات الطيور التي لا تغوص 0.1 نوعًا جديدًا لكل مليون سنة أكثر من معدل موت الأنواع.
يقول تايلر من جامعة باث في إنجلترا: «كلما أصبحت متخصصًا، زاد اعتمادك على نظام غذائي معين، أو استراتيجية بحث عن الطعام أو بيئة معينة. نطاق البيئات المتاحة للبحث عن الطعام أكبر بكثير بالنسبة للطيور غير الغواصة مقارنة بالغواصين المتخصصين، وقد يلعب هذا في قدرتها على التكيف والازدهار».
ضمن مجموعات الطيور الغاطسة، كلما كان التخصص أقل، كان ذلك أفضل. فقد أصبحت طيور البطريق مثلًا مجموعة يزداد القلق بشأنها. يشير الباحثون إلى أن طيور البطريق الجنتو (Pygoscelis papua) التي لديها نظام غذائي واسع، لديها أعداد أكبر من طيور البطريق الأنتاركتيكوس (P. antarcticus) التي تأكل الكريل في الغالب.
يعتبر الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة أن كلا نوعي البطريق يحملان خطر قليل الأهمية للانقراض الوشيك. لكن أعداد بطاريق الملجم آخذة في الانخفاض في بعض المناطق، بينما أعداد مجموعات الجنتو مستقرة بشكل عام.
بحسب تايلر ويونجر من جامعة تسمانيا في هوبارت: إذا كانت بعض الطيور الغواصة محاصرة في بيئاتها بسبب تكيفاتها الخاصة، فإن ذلك لا يبشر بقاءها على المدى الطويل بالخير.
وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، فإن 156 نوعًا من بين 727 أو حوالي الخمس، من الطيور المائية، تعتبر ضعيفة أو مهددة بالانقراض أو معرضة لخطر شديد. حسب الباحثون أنه من بين 75 نوعًا من الطيور الغواصة من سلالات ذات معدلات انقراض عالية، أُدرج 24 نوعًا، أو حوالي الثلث على أنها مهددة بالفعل.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: sciencenews