بتنا نعرف الآن هيئة Tuzoia بفضل الأنسجة الرخوة المحفوظة. اكتشف توزويا لأول مرة منذ 100 عام، وهو كائن مفصلي كمبري غريب الشكل جاب قاع البحار خلال العصر الكمبري (541 مليون إلى 485.4 مليون سنة) وقد أربك علماء الحفريات منذ اكتشافه. دراسة جديدة تناولت قرابة اثني عشر حفرية رائعة تكشف تفاصيل حول هذا الكائن المحير وشبهه الغريب بالتاكو.
بهدف التحقيق، تعمق الباحثون بمجموعة الحفريات اللافقارية في متحف أونتاريو الملكي. رغم وجود مئات العينات المسجلة عالميًا، بيد أنها كانت مجردة من الأنسجة الرخوة كالعيون والأرجل المتعددة والمروحة الذيلية والذبل (القوقعة العليا القاسية التي تعطيه شكله الشبيه بالتاكو) وهذا بدوره يوفر أدلة جزئية فقط على مظهر مفصلي الأرجل هذا.
«كان توزويا واسع الانتشار إذ وجد في الصين وأستراليا وجمهورية التشيك وكندا» وفقًا لأليخاندرو إزكويردو لوبيز، المؤلف الرئيسي للدراسة ومرشح الدكتوراه في قسم البيئة وعلم الأحياء التطوري في جامعة تورونتو. «تتضمن العينات الإحدى عشرة التي درسناها تفاصيل صغيرة كالأنسجة الرخوة للذبل التي تغيب عن العينات الأخرى. من الصعب أيضًا العثور على عينات تحوي عيونًا وأرجل».
يمكن لحجم Tuzoia أن يتراوح من نحو 0.3 حتى 7 بوصات (نحو 8 إلى 180 ملم) وفقًا للدراسة التي نُشرت في 7 ديسمبر في مجلة Royal Society Open Science
يضم متحف أونتاريو الملكي نحو 400 عينة في مجموعته، وانتقى الباحثون 11 عينة أبدت أنسجة رخوة محفوظة. من بين هاتي العينات، استُعرضت أربعة في الدراسات المنشورة. اكتُشفت العينات في مواقع حفرية مختلفة في جميع أنحاء كندا، متضمنةً مواقع في ولاية كولومبيا البريطانية كحديقة يوهو الوطنية وهي جزء من بورغيس شيل -موقع يشتهر بوفرة الأحافير الكمبرية المحفوظة جيدًا- ومنتزه كوتيناي الوطني.
صرّح إزكويردو لوبيز «إن العثور على الأنسجة الرخوة في السجل الأحفوري ليس بالأمر الهيّن. فالذبل يختلف عن القشرة الصلبة للمحار الملزمي، ولذلك فإن العثور على عينة سليمة أمر نادر الحدوث»
إن العينات المستخدمة في الدراسة محفوظة جيدًا نظرًا لموقعها في غرب كندا، لا سيما الأحافير المحضونة ضمن الرواسب في بورغيس شيل حيث كانت طبقات الطين ذات يوم عبارة عن بيئة بحرية دفنت الحيوانات.
يعتقد الباحثون أن توزويا كان مفترسًا أو رمّامًا يتغذى على بقايا الجيف الصغيرة المتناثرة في قاع البحر. يُعتقد أن المفصليات كانت تثني ذبلها للخارج أثناء تحركها، ما يمكّن أرجلها من لمس الأرض ودفع جسمها للأمام.
يقول إزكويردو لوبيز «نعرف هذه الحيوانات منذ أكثر من 100 عام، لكنني لم أر ذيلها وأعينها وأرجلها من قبل. ظللت أبحث في مجموعة متحف أونتاريو الوطني مرارًا وتكرارًا، ولم أتوقع العثور على كل هذه العينات الحاوية على الأنسجة الرخوة والمحفوظة جيدًا بعد هذه سنوات».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: livescience