حلل الباحثون أسنان أولى الديناصورات لتحديد ماهية غذائها
اعتقد لفترة طويلة أن التيرانوصور ريكس كان لاحمًا شرًها بينما الديناصورات طويلة العنق اعتادت قضم العشب بهدوء وسلام. بيد أن دراسة جديدة تقترح أن حمية الديناصورات كانت متنوعة أكثر مما اعتقدناه سابقًا.
لفهم الصورة الأكبر حول ماهية الغذاء المتنوع للديناصورات، عمل علماء الأحياء القديمة من جامعة بريستول في إنجلترا على إجراء مسح بالطبقي المحوري لجماجم عدة أنواع من الديناصورات متضمنةً النوعين العاشبين، العظاءة سنخية الأسنان ثنائية الأقدام الصغيرة والديبلودوكس طويل العنق، وصمموا نماذج ثلاثية الأبعاد لأسنانها.
يقول أنتونيو باليل مايورال المؤلف الرئيسي للدراسة وأحد كبار الباحثين في كلية علوم الأرض بجامعة بريستول «يمكن للأسنان أن تعطينا دلائل مهمة حول طبيعة غذاء الحيوان لأنها بمثابة الأدوات المستخدمة لطحن الطعام» ويضيف «وبهذا يمكن لأشكال الأسنان المختلفة أن تكون كفؤة بطحن أنواع مختلفة من الطعام».
«نرى لدى الديناصورات تنوعًا مذهلًا من أشكال الأسنان متضمنةً الأشكال الشبيهة بالشفرة، والمخروطية والمثلثية والورقية. وهذا مؤشر على تطور العادات الغذائية لدى الديناصورات وتخصصها بحمية واسعة الطيف. من المثير للاهتمام أن العديد من أشكال الأسنان هذه كانت موجودة أساسًا لدى الديناصورات الأولى ما يقترح أنها كانت متنوعة للغاية».
قارن الباحثون شكل وقوة أسنان الديناصورات بتلك الخاصة بالزواحف الحيّة كأنواع مختلفة من السحالي متضمنةً الورل والسقنقورية وأبو بريص بالإضافة إلى الأفاعي والتماسيح.
بحسب باليل مايورال «إن معرفتنا بالعلاقة بين شكل الأسنان والحمية قائمة على البيانات المستمدة من الأنواع الحيّة» ويضيف «على سبيل المثال، الأسنان الحادة والمقوسة مفيدة أكثر بتقطيع الطعام الطري كاللحوم وتوجد نمطيًا لدى اللواحم. من جهة أخرى، تعتبر الأسنان المستقيمة مع تسنينات صغيرة أكثر فعالية بتقطيع المواد الأكثر الصلابة كبعض النباتات وهياكل الحشرات الخارجية وتوجد هذه الأسنان لدى العواشب وآكلات الحشرات»
«لبعض الديناصورات المبكرة، كوحشيات الأرجل المصنفة في درساتنا على أنها حيوانات لاحمة، أسنان مدببة ومنحنية ومسننة بدقة كشبه أسنان الورل. على النقيض من ذلك، تمتلك الإغوانا أسنانًا رمحية الشكل بأسنان خشنة تشبه أسنان الديناصورات المبكرة المصنفة على أنها آكلة الأعشاب كطيريات الورك وأشباه سحليات الأرجل.»
في الواقع، لم تقتصر أسلاف الديناصورات النباتية على الأطباق النباتية. فمن المحتمل أنها كانت تأكل اللحوم والحشرات تمامًا كالحيوانات المفترسة لها.
ووجد الباحثون أن العديد من الديناصورات المبكرة تبنت «عادات غذائية مختلفة» شكلت «عاملاً مهمًا سمح لمجموعات من الكائنات الحية بالتنوع».
وأضاف: «هذه الدراسة الأولى التي تُظهر باستخدام الأساليب الإحصائية الحديثة أن الديناصورات المبكرة قد جربت أنواعًا مختلفة من الحميات الغذائية وكانت متنوعة بيئيًا». ويكمل قائلًا «يدعم بحثنا أن سلالتين من سلالات الديناصورات الثلاثة الرئيسية، والتي تكيفت مع نظام غذائي نباتي، لم تكن آكلات أعشاب في البداية. وقد انتقل أشباه سحليات الأرجل، الأقارب الأوائل لديبلودوكس وغيرها من العمالقة طويلة العنق، من كونها حيوانات لاحمة لعاشبة خلال العصر الترياسي. وربما تكون أولى طيريات الورك، التي نشأت عن الديناصورات النباتية كالتريسيراتوبس وديناصورات منقار البطة، قد اتبعت حمية لاحمة في وقت لاحق».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: livescience