تعتبر الأسنان من أنواع القرود المنقرضة دليلًا على عصور حفريات أسلاف الإنسان في جميع أنحاء جنوب إفريقيا.
قامت دراسة من عالم الأنثروبولوجيا في جامعة أوكلاهوما ستيفن فروست وفريق من زملائه بتحديث الأعمار المقترحة لمواقع الحفريات الرئيسية في جنوب إفريقيا، وهي المواقع التي تحمل أدلة مهمة على التطور البشري. تشير النتائج إلى أن أقدم حفريات أشباه البشر في جنوب إفريقيا لا يزيد عمرها عن 2.8 مليون سنة. يتناقض هذا الرقم مع الدراسات الحديثة الأخرى التي تستخدم طرقًا مختلفة لاقتراح تواريخ قديمة تعود حتى 4 ملايين عام.
أبلغ فروست وزملاؤه عن النتائج في ورقة نشرت في 24 أكتوبر في Proceedings of the National Academy of Sciences. تعاون فروست بشكل وثيق مع كريس جيلبرت من كلية هانتر، بالإضافة إلى زميله في الأنثروبولوجيا بجامعة أوو فرانسيس وايت وطالب الدراسات العليا هيلاي ريدا.
قال فروست: «إن عمر هذه الأشياء ينطوي على أهمية كبيرة».
يؤدي تغيير عمر الحفرية أيضًا إلى تغيير السياق المحيط بها، وبالتالي التفسيرات التي يقترحها العلماء لنسج الحفريات المتباينة ضمن قصة تطورية متماسكة. كانت أعمار مواقع الحفريات في جنوب إفريقيا مثيرة للجدل لسنوات، واقترح علماء الأنثروبولوجيا القديمة مجموعة واسعة من التواريخ المحتملة.
قال فروست: «كانت جنوب إفريقيا أول مكان اكتُشفت فيه هذه الحفريات البشرية المبكرة. ولكن بسبب طريقة جمعها – إذ استخدم الديناميت أحيانًا – دُمرت الكثير من الأدلة على عمر هذه الرواسب».
لتقدير تواريخ مواقع الحفريات، استخدم الفريق أسنان Theropithecus oswaldi، وهو نوع من القرود انقرض منذ حوالي نصف مليون سنة. بمرور الوقت، أصبحت أسنان القرود أكبر باطراد بطريقة يمكن حسابها بمعادلة رياضية. لذلك من خلال النظر إلى حجم الأسنان الموجودة في موقع معين، يمكن للعلماء تقدير وقت تكون هذه الأسنان وغيرها من الأحافير المجاورة.
قال فروست إن T. oswaldi مرشح جيد لهذا النوع من التحليل المقارن. ثمة وفرة من أسنان هذا النوع. عُثر عليها في جميع المواقع الرئيسية حيث اكتُشفت أحافير أشباه البشر أيضًا. وعادة ما تكون وفيرة، ما يقلل من خطر أن إبطال البيانات ببعض القيم الشاذة.
في الواقع، منذ أكثر من 30 عامًا، استخدم العلماء القرود الأحفورية لتقدير أعمار مواقع الحفريات في جنوب إفريقيا. ولكن مع وجود عدد أكبر بكثير من العينات وتكنولوجيا أفضل في متناول اليد الآن، اعتقد فروست وزملاؤه أن الوقت قد حان لإعادة التقييم.
قال فروست: «التقنيات التي استخدمناها موجودة منذ فترة طويلة، وقد أثبتت قوتها. نتيجة قيود الوقت، كانت التقديرات أوسع بـ 30 عامًا».
دمج الباحثون بيانات أسنان القرد مع طرق أخرى للتأريخ، كقياس التواقيع المغناطيسية والنظائر المشعة في الصخور.
استخدمت بعض الأوراق البحثية المنشورة مؤخرًا طرقًا جديدة للتأريخ تشير إلى أعمار أقدم بكثير لبعض الأحافير في جنوب إفريقيا. عندما صدر هذا البحث هذا الصيف، كان فروست وفريقه يعملون بالفعل على إعادة تقييم نفس المناطق. وعادت طريقتهم بنتائج مختلفة لبعض المواقع الرئيسية.
يؤثر التباين في التاريخ على طريقة تفسير الحفريات الموجودة في تلك المواقع. أحد الأمثلة البارزة بشكل خاص هو Little Foot أو القدم الصغيرة، أحد أكثر الهياكل العظمية البشرية اكتمالاً على الإطلاق.
اقترحت بعض الدراسات أن الحفرية عمرها 3.67 مليون سنة، لكن بيانات فروست تشير إلى أنها أصغر بحوالي مليون سنة. (تتماشى النتائج التي توصل إليها فريقه مع التقديرات الأخرى المجراة باستخدام التأريخ الإشعاعي لليورانيوم والرصاص).
يأمل فروست أن تؤدي النتائج إلى مزيد من الحوار والبحث في عصور أحافير أشباه البشر الموجودة في جنوب إفريقيا. يمكن لباحثين آخرين إجراء تحديثات مماثلة لتقديرات العمر من خلال المقارنة عبر المواقع للأنواع الأخرى.
قال فروست: «في نهاية المطاف، كان الحصول على تقديرات عمرية جيدة لهذه المواقع في جنوب إفريقيا مهمة صعبة لمدة 75 عامًا أو أكثر. آمل أن يقوم الخبراء الآخرون في مجموعات الحيوانات المختلفة بإجراء تحديثات مماثلة. سيكون وقع هذا الأمر أكبر في حال تطبيقه على جميع الحفريات».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: phys.org