يُعادل عرض الأوراق لأصدقائهم القدامى إرسال ميم في عالم الشمبانزي.
في حين أن إرسال الميمات لأصدقائك على الإنترنت قد يكون أكثر أشكال الاتصال شيوعًا في عام 2022، كان يُعتقد أن هذه السمة، المشاركة من أجل المشاركة، هي سلوك اجتماعي فريد للجنس البشري. الآن، اكتشف الباحثون نفس السلوك في الشمبانزي البري.
التقط باحثون من جامعتي يورك ووارويك لقطات لأنثى شمبانزي بالغة تُدعى فيونا تُظهر ورقة لأمها، ساذرلاند. صُورت هذه اللقطات في غابة كيبالي في أوغندا. يقود هذا السلوك الاجتماعي الفريق إلى اقتراح أن الشمبانزي قادر على تبادل الخبرات مع بعضهم البعض، وباستخدام الإيماءات، يعلقون على الأشياء من حولهم.
يبدأ الأطفال البشريون في استخدام هذا السلوك خلال السنة الأولى من حياتهم، لكن الشمبانزي لم يلاحظ قط وهو يفعل الشيء نفسه حتى الآن. تُعرف هذه اللحظات بالإيماءات المرجعية وحتى هذه النقطة كانت دائمًا بطريقة تطلب شيئًا ما، وليس فقط من أجل المشاركة فقط.
قالت الدكتورة كلوديا ويلك من قسم علم النفس بجامعة يورك المؤلف الرئيسي للدراسة في بيان: «لقد لاحظنا شمبانزيًا بالغًا يُظهر لأمه ورقة كانت تعتني بها، ليس لأنها أرادتها أن تفعل أي شيء بالورقة، ولكن على الأرجح لأنها أرادتها أن تنظر أيضًا إلى الورقة».
الشمبانزي اجتماعي للغاية ومن المعروف أنه ينخرط في سلوك استمالة الأوراق، إذ يقطف الأوراق من الأشجار القريبة ويعتني بها بفمه أو أصابعه. أسباب ذلك غير واضحة ولكنها قد تكون مرتبطة بالطفيليات الخارجية التي أزيلت أثناء عملية الاستمالة.
نظر الفريق في 84 حالة من أحداث مماثلة لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للسلوك، بما في ذلك اللعب. وخلصوا إلى أن الورقة لم تُعط لساذرلاند لتناولها لأن هذا النوع من النباتات لا يشكل جزءًا من غذاء الشمبانزي في هذه المنطقة. يخطط الفريق الآن لدراسة الشمبانزي الآخرين لمعرفة ما إذا كانوا يشاركون في السلوك واستكشاف تشابهه بالإدراك الاجتماعي البشري.
قال الأستاذ سلوكومبي من جامعة يورك وهو مؤلف مشارك في البحث: «تثير ملاحظاتنا أسئلة جديدة حول سبب مشاركة البشر للخبرات أكثر من أقرب أقربائنا الأحياء وما إذا كان الانخراط في هذا السلوك بوتيرة أعلى من الأنواع الأخرى يمكن أن يفسر تطور الوظائف المعرفية التي يقوم عليها السلوك الاجتماعي البشري».
نُشرت الورقة في مجلة PNAS.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: iflscience