الثعالب الحمراء والذئاب هي الآن أنواع الكلاب الوحيدة المعروفة التي تصيد الأسماك
تجمد الثعلب، وعلى بعد بوصة من مخالبه، تظهر سمكة شبوط مسعورة في المياه الضحلة على طول شاطئ الخزان. في ومضة حركة مفاجئة، غاص الثعلب بأنفه أولاً في الماء، وظهر مع سمكة شبوط كبيرة تتلوى في فمه.
في مارس 2016، شاهد باحثان في إسبانيا ذكور ثعلب أحمر (Vulpes vulpes) يطارد ويصطاد 10 سمكات شبوط على مدار ساعتين. يقول الباحثان إن الحدث، الذي وصفته دراسة نُشرت في 18 أغسطس في مجلة Ecology، هو أول حالة مسجلة لصيد الثعالب للأسماك. يجعل هذا الاكتشاف الثعالب الحمراء هي النوع الثاني فقط من الكلاب (المجموعة التي تضم الذئاب والكلاب) المعروفة بصيد الأسماك.
يقول عالم البيئة خورخي توباجاس من جامعة قرطبة: «كانت رؤية سمك الشبوط الذي تصطاده الثعالب واحدًا تلو الآخر أمرًا لا يصدق. لقد درسنا هذا النوع لسنوات، لكننا لم نتوقع شيئًا كهذا أبدًا».
عثر توباجاس وزميله فرانسيسكو دياز رويز من جامعة مالقة على ثعلب الصيد أثناء مسح موقع لمشروع مختلف. لفت الثعلب انتباههم أولاً لأنه لم يفر على الفور عندما اكتشفه الباحثان. اغتنامًا لهذه الفرصة، قرر توباجاس ودياز رويز الاختباء في مكان قريب ومعرفة ما الذي سيفعله الثعلب.
تحول فضولهم إلى إثارة بعد أن اصطاد الثعلب سمكته الأولى. يقول توباجاس: «كان الشيء الأكثر إثارة للدهشة هو رؤية الثعلب يصطاد العديد من أسماك الشبوط بدون ارتكاب أي أخطاء. جعلنا هذا ندرك أنها بالتأكيد ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك».
بدلاً من التهام كل الأسماك على الفور، أخفى الثعلب معظم صيده وبدا أنه يشارك سمكة واحدة على الأقل مع أنثى ثعلب أخرى، من المرجح أنها قرينته.
رصد العلماء بقايا الأسماك في فضلات الثعالب من قبل. لكن لم يكونوا متأكدين مما إذا كانت الثعالب قد اصطادت الأسماك بنفسها أم أنها كانت تأكل ببساطة الأسماك الميتة. يقول توماس جابل، عالم بيئة الحياة البرية بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس والذي لم يشارك في البحث: «يؤكد هذا البحث أن بعض الثعالب تصطاد من أجل أن تأكل».
يقول جابل: «سأصاب بالصدمة إذا كان هذا هو الثعلب الوحيد الذي تعلم كيفية الصيد».
الذئاب التي تعيش على ساحل المحيط الهادي لأمريكا الشمالية وفي مينيسوتا هي الوحيدة المعروفة بصيد الأسماك. يقول جابل إن حقيقة أن نوعين من أنواع الكلاب تعيش في قارات منفصلة تقوم بالصيد يفتح إمكانية أن يكون السلوك أكثر شيوعًا مما كان يعتقد سابقًا.
بالنسبة لتوباجاس، يعد ثعلب الصيد مثالًا على مقدار ما لا يعرفه العلماء بعد عن العالم الطبيعي، حتى بالنسبة للأنواع التي تعيش بالقرب من البشر. يقول: «الثعلب الأحمر من الأنواع الشائعة جدًا وهو مكروه قليلاً في كثير من الحالات». تهاجم الثعالب أحيانًا الحيوانات الأليفة أو الماشية وتعتبر مزعجة في العديد من الأماكن، لكن «تبين لنا ملاحظات مثل هذه أنه حيوان رائع وذكي للغاية».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: sciencenews