أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في شمال غرب المحيط الهادئ، مما أدى ببعض أنواع الحشرات إلى توسيع نطاقها إلى مناطق السافانا البلوطية الشمالية، وفقًا لبحث جديد من جامعة بينغهامتون، جامعة ولاية نيويورك.
عرض ديلان جونز صورًا متجاورة لاثنتين من أوراق البلوط. الأولى، صحية وخضراء، ينتشر بينها حويصلات صفراء بشكل عرضي، وهي بنية مصنوعة من الأنواع العاشبة من دبابير البلوط. الورقة الأخرى كانت صفراء وممزقة، وضحية لمجموعة من الحشرات التي تنتشر وتفترس بدون ضوابط وتوازنات. أدى تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في شمال غرب المحيط الهادئ، مما أدى إلى توسيع أنواع مثل Neurotereus saltatorius مداها إلى مناطق سافانا البلوط الشمالية.
بحسب الأستاذ المساعد في العلوم البيولوجية كيرستن بريور: «في نطاق تواجدها الأصلي، قد تجد حفنة من الحويصلات على ورقة واحدة. في النطاق الموسع، تجد أحيانًا الآلاف على شجرة واحدة. ينتشر ذلك في جميع أنحاء جزيرة فانكوفر».
جونز، مرشح الدكتوراه بجامعة بينغامتون في العلوم البيولوجية وزميل في كليفورد دي كلارك للتنوع، هو المؤلف الرئيسي لورقة بحثية نُشرت مؤخرًا في مجلة علم البيئة الحيوانية عن الحالة. المؤلفون المشاركون في موضوع «توفير التدرج العرضي في تنوع الأنواع فرصًا نوعية عالية لحشرة نباتية لتوسع نطاقها» من بينهم الميدانية الفنية السابقة جوليا كوبلت، وجينا روس التي كانت في المرحلة الجامعية، والأستاذ المساعد في العلوم البيولوجية توماس باول.
بحسب بريور فإن سافانا البلوط هي مناطق عشبية وشجيرات تتميز بأشجار البلوط باعتبارها أنواع الأشجار المهيمنة. تتطلب أنواع البلوط هذه بيئة جافة. نتيجة لذلك، غالبًا ما توجد السافانا البلوطية في ظل المطر في سلسلة جبال الساحل الغربي.
كمجموعة متنوعة ومهمة بيئيًا من الأشجار في جميع أنحاء أمريكا الشمالية، تستضيف البلوط مجموعة متنوعة من أنواع الحشرات، مثل دبابير البلوط. تشكل هذه الأنواع من الدبابير نموًا يُعرف باسم الحويصلات التي قد تكون ملفتة للنظر في أشكالها المتنوعة، من تلك التي تشبه التفاح الكبير إلى الأنواع الأخرى ذات المسامير الملونة التي تشبه قنافذ البحر.
ومن المثير للاهتمام أن ألفريد كينزي، نعم، أن كينزي، درس دبابير البلوط قبل أن ينتقل مجال دراسته إلى النشاط الجنسي البشري.
قال بريور: «لطالما افتتن علماء الأحياء والهواة بهذه المجموعة من الأنواع لأنها تتمتع بشخصية جذابة. يمكنك الذهاب إلى شجرة بلوط ورؤية كل هذه الهياكل عليها».
بالإضافة إلى صانعيها العاشبين، تستضيف هذه الحويصلات أنواعًا أخرى من الحشرات، بما في ذلك مجموعة رائعة من الدبابير الطفيلية، وهي واحدة من أكثر المجموعات تنوعًا وأهمية بيئيًا في المملكة الحيوانية، والأخيرة بالنسبة لدورها في السيطرة على الآفات الحشرية. الدبابير الطفيلية تضع بيضها في الحويصلة، وبعد الفقس، تأكل يرقاتها يرقات دبابير البلوط.
دبابير البلوط شديدة التنوع في أمريكا الشمالية، ولكنها غير موثقة جيدًا؛ علاقاتها التطورية وحتى تحديد بعض الأنواع ما تزال غير معروفة. يعمل اتحاد من العلماء في جميع أنحاء القارة على تغيير ذلك، وكل من جونز وبريور هم جزء من هذا الجهد.
قال بريور: «من المهم الاستمرار في توثيق التنوع البيولوجي. ما زلنا لم نصف جزءًا جيدًا من التنوع البيولوجي على الأرض، خاصة مع الحشرات».
غزاة النظام البيئي
درس الباحثون مواقع هذه الحشرات في ثلاثة ظروف مختلفة خلال فصل الصيف. كان بعضها بعيدًا تمامًا، إذ طارت في رحلات عبر طرق الأشجار الترابية، أو كانت موجودة في مكتب إدارة العقارات أو في محميات مرتبطة بمجتمعات السكان الأصليين. وكان البعض الآخر في الضواحي، على مسافة قصيرة من المدن.
بسبب التحضر، بقي القليل من سافانا البلوط في جزيرة فانكوفر. سافانا البلوط الباقية موثقة للغاية ويرعاها مالكي الأراضي بكل حرص.
قال بريور: «لدينا علاقات طويلة مع الكثير من ملاك الأراضي هناك مما يسمح لنا بالعمل في ممتلكاتهم. البعض منهم مبتهج للغاية لوجود باحثين هناك».
وأضاف جونز أن التنوع البيولوجي يميل إلى العمل على التدرج العرضي: كلما اقتربت من خط الاستواء، زاد عدد الأنواع التي لديك. ينطبق موقف مماثل عندما يتعلق الأمر بالارتفاعات العالية. عندما يتمكن أحد الأنواع من توسيع نطاقه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، يمكن أن ينتقل إلى مناطق لا تحتوي على تنوع من الحيوانات المفترسة والمنافسين، مما يؤدي في النهاية إلى التغلب على النظام البيئي.
وأشار الباحثون إلى أن حالة دبابير البلوط تسلط الضوء على أهمية التنوع البيولوجي والتداعيات المحتملة على المدى الطويل لتغير المناخ.
قال جونز: «قد يكون التنوع البيولوجي مهمًا حقًا في حماية المناطق المحتملة من غزو الأنواع. إذا كان لدينا منافسون ومفترسون أقوياء، فقد يجعل هذا المناطق أقل عرضة لغزو الأنواع».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: sciencedaily