مع عينين جاحظتَين، وفم طويل وقدمين تتركان آثار لزجة خلفهما، تختلف الحشرة الأحفورية التي حددتها أبحاث جامعة ولاية أوريغون عن أي حشرة على قيد الحياة اليوم لدرجة أنها صُنفت ضمن عائلة منقرضة تمامًا.
أطلق جورج بوينار جونيور، الأستاذ الفخري في كلية العلوم بجامعة ولاية أوهايو، اسم الحشرة بالايوتانيرينا اكسوفثالاما Palaeotanyrhina exophthalma في ورقة بحثية نُشرت في مجلة BioOne Complete. قال بوينار «نعتبر أن هذا الحيوان المغلف داخل كهرمان عمره 100 مليون سنة من بورما عضو في رتبة هيميبتيرا Hemiptera وهو حشرة حقيقية».
قال بوينار، الخبير الدولي في أشكال الحياة النباتية والحيوانية المحفوظة في الكهرمان للتعرف على بيولوجيا وعلم البيئة في الماضي البعيد: «إنه حيوان مفترس صغير استخدم عينيه البارزتين لتحديد مكان فريسته».
ينتمي أكثر من 80 ألف نوع بما في ذلك السيكادا، وحشرات المن، والبارقات (أو الفلقورينات)، وقافزات الأوراق، وبق الفراش والبق المدرع إلى رتبة الهيميبتيرا Hemiptera، وهي كلمة يونانية قديمة تعني نصف الجناح. يختلف حجم البق الحقيقي على نطاق واسع، من صغير يصل إلى 1 ملم إلى أكبر من 15 سم، لكن يمتلك الجميع ترتيبًا متشابهًا في أجزاء فمها الماصة.
بحسب بوينار، يبلغ طول جسم الاكسوفثالاما أكثر من 5 ميليمترات بقليل. تشترك في بعض الميزات مع أفراد عائلة الريدوفويدا Reduvoidea، والتي تشمل الحشرة القاتلة وحشرة التقبيل، لكن شفرتها الطويلة (أسفل فمها) وشكل رأسها وعروقها الأمامية تمنعهم من وضعها في أي من عائلات الريدوفويدا الحديثة.
وهكذا وُضعت ضمن عائلة جديدة منقرضة هي: بالاوتانيرينيديا Palaeotanyrhinidae.
وقال بوينار «كان مجال رؤيتها الواضحة بزاوية 360 درجة حتى تتمكن من رؤية الفريسة التي قد تظهر من أي جانب».
ذكّرت بوينار بعبارة «الأخ الأكبر يراقبك دائمًا» من رواية جورج أورويل «1984» والتي تتبع فيها كاميرات المراقبة كل حركة يقوم بها الأفراد.
وأضاف أن السمة الغريبة الأخرى في هذه الحفرية هي وجود غمد ممتد على الجزء الأخير من مقدمة عظم رسغها.
قال بوينار: «كان هذا الغمد مملوءًا بمادة صمغية». أنتجت الغدد الجلدية هذه المادة اللاصقة وساعدت الحشرة على الإمساك بالفريسة المحتملة».
تعاون بيتر كوبور من معهد وقاية النبات في مركز البحوث الزراعية في بودابست وأليكس إي براون من بيركلي، كاليفورنيا في هذا البحث.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: sciencedaily