عُثر على الأحافير شمال شرق الصين
حشرات عاشت قبل 160 مليون سنة حملت البيوض على أرجلها كعناقيد العنب. اكتشف العلماء مؤخرًا دليلًا على سلوك الرعاية هذا في الأحافير المحفوظة جيدًا والتي تعطينا أقدم مثال على رعاية الحضن لدى نوع من أنواع الحشرات، إذ يحمل أحد الوالدين البيوض أو النسل الصغير حملًا ليؤمن لها الحماية.
استخرج الباحثون أحافير الحشرات من تكوين هايفانغو، وهو ترسيب صخري غني بالأحافير يقع بالقرب من قرية داوهوجو شمال شرق الصين. عُثر في الموقع سابقًا على مجموعة متنوعة من الأحافير، متضمنةً بقايا محفوظة لديناصورات مكسية بالريش وثدييات عتيقة وبراغيث عملاقة، وذباب العقرب طويل الخرطوم.
في دراسة نُشرت يوم الأربعاء (13 يوليو) في مجلة Proceedings of the Royal Society B: Biological Sciences ، حلل الباحثون قرابة 160 أحفورة من كارتافيلا بوبوفي «Karataviella popovi»، وهو نوع منقرض من بقيات المياه ذات أرجل خلفية مجدافية. يبلغ عمر الأحافير «الاستثنائية» 163.5 مليون سنة، ما يعني أنها تعود إلى منتصف العصر الجوراسي (منذ فترة تتراوح بين 201.3 مليون إلى 145.5 مليون سنة).
من بين هذه الأحافير، حدد الفريق 30 عينة أنثى بالغة مع عناقيد بيوض مثبتة على «الميزوتيبيا» اليسرى وهي الساق الوسطى من السوق الثلاثية لطرفها الأيسر. رُتبت البيوض المكتظة ضمن خمسة أو ستة صفوف متداخلة، مع ست إلى سبع بيضات في كل صف، وكل صف متصل عبر عود قصير. يبلغ قياس كل بيضة من 0.04 إلى 0.05 بوصة (1.14 إلى 1.20 ملم) عرضًا – وهو حجم ضخم نسبيًا نظرًا لأن طول كارتافيلا بوبوفي البالغة 0.5 بوصة (12.7 مم) تقريبًا.
افترض مؤلفو الدراسة أن إناث كارتافيلا بوبوفي تضع البيض مباشرة على أرجلها بإفراز مخاط لزج أولاً ثم تنفيذ «حركات ثني بطنية معينة» لقذف البيض على الطرف المناسب. وكتبوا في تقريرهم «إن الميزوتيبيا اليمنى الشاغرة ربما استخُدمت للحفاظ على التوازن عند السباحة والتغذية».
لاحظ المؤلفون أن بيوض بقيات المياه الضخمة قد احتوت غالبًا كميات وافرة من العناصر الغذائية، لكن وضع بيوض كبيرة كهذه يأتي بثمن أيضًا. إن إشباع البيوض الكبيرة بالأكسجين أصعب من إشباع مثيلاتها الصغيرة نظرًا لانخفاض نسبة مساحة السطح إلى الحجم. من المحتمل أنه عبر حمل البيوض على الأرجل والسماح لها بالاهتزاز برفق، زادت كارتافيلا بوبوفي من تدفق الأكسجين من المياه المحيطة إلى نسلها النامي.
كتب مؤلفو الدراسة: «على حد علمنا، فإن حمل عناقيد البيوض على ساق واحدة يعتبر استراتيجية فريدة لدى الحشرات، ولكنه ليس غريبًا لدى المفصليات المائية، أي القشريات. إن النتائج التي توصلنا إليها تدفع الدليل الحاسم على سلوك الحضن في الحشرات حتى 38 مليون سنة رجوعًا، وهذا يساعدنا على فهم التطور والأهمية التكيفية لسلوك رعاية الحضن لدى الحشرات».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: livescience