كانت الثدييات المتمتعة بأدمغة أكبر من الأنواع القريبة المشابهة بالحجم أكثر ميلًا للنجاة من الانقراض خلال العصر الرباعي المتأخر (منذ نحو 115,000-500 عام) وفقًا لتقارير دراسة نُشرت في مجلة (Scientific Reports).
أثبتت الأبحاث السابقة أن الثدييات الأكبر حجمًا معرضة لخطر انقراض متزايد، بينما فرص البقاء أقل وضوحًا للأنواع ذات الأجسام والأدمغة الكبيرة على حدًّ سواء كفيل الأدغال الأفريقي والدب القطبي.
درس جاكوب ديمبيتسر وزملاؤه أحجام أدمغة 291 نوعًا من الثدييات الحية و50 نوعًا من الثدييات التي انقرضت خلال العصر الرباعي المتأخر. جمع المؤلفون بيانات عن حجم 3616 عينة من الجماجم، بمتوسط ثلاث عينات لكل نوع لحساب حجم الدماغ، واستخدموا الأبحاث السابقة لاستقاء بيانات عن كتلة الجسم وتواريخ الانقراض.
امتلكت الأنواع التي صمدت في العصر الرباعي المتأخر أدمغة أكبر بنحو 53% وسطيًا من الأنواع المنقرضة القريبة المشابهة بالحجم (كتلة الجسم). وجد المؤلفون أن كتلة الجسم كانت العامل الأكثر أهمية في تحديد الانقراض، لكن حجم الدماغ كان مؤشرًا مهمًا على الانقراض.
ضمن الرتب التصنيفية، وهي مجموعة أنواع وثيقة القرابة، وجد الباحثون أن أحد أكبر الاختلافات في حجم الجسم كان بين رتبة الثدييات المشعرة. وجد الباحثون أن حجم جسم كسلان الأرض المسلح المنقرض «Lestodon armatus» (وزنه 4.6 طن متري) كان أكبر بـ 192 مرة من آكل النمل الكبير «Myrmecophaga tridactyla» (وزنه 24 كغ). ضمن رتبة الخرطوميات (الفيلة والماموث وأقاربهم)، ثمة مجموعة تميل إلى امتلاك أدمغة كبيرة، كالفيل مستقيم الأنياب المنقرض «Palaeoloxodon antiquus» (وزنه 11 طن متري)، تمتعت بجسم أكبر بـ 2,8 مرة مقارنةً بفيل الأدغال الأفريقي «Loxodonta africana» (وزنه 3.9 طن متري).
يقترح الباحثون أن حجم الدماغ الأكبر ربما ساعد على بقاء الأنواع كبيرة الأجسام المعرضة للانقراض. قد يكون الدماغ الأكبر قد ساعد الأنواع على التكيف بسرعة مع التغيرات كتزايد الصيد من قبل البشر، وربما عنى ذلك أن الأنواع كانت قادرة على استذكار العديد من مصادر الغذاء والماء ضمن المعالم الطبيعية المتغيرة.
المقال الأصلي: phys.org
ترجمة: حاتم زيداني