اكتشف فريقٌ من الباحثين نوعًا جديدًا من التماسيح المائية في تونس، عاش هذا النوع منذ 130 مليون سنة أي في بداية العصر «الطباشيري»، في وقت حكمت فيه الديناصورات البر وسيطرت الزواحف العملاقة على البحر.
سُمِّي هذا التمساح (Moniker Machimosaurus rex) وتعني عظاءة الملك المخيفة، حيث كان طوله 10 أمتار ويُماثل حجم حافلة كبيرة، وكان طول جُمجمته وحدها 1.6 متر، وهذا يجعله أكبر (Thalattosuchian) حتى الآن، وتشير (Thalattosuchia) إلى مجموعة منقرضة من الزواحف المائية الشبيهة بالتماسيح.
تُعتبر التماسيح الحالية مُفترسات مُنتهزة ممتازة، فهي تأكل كل ما تراه عيناها، ويقول فيدريكو فانتي من جامعة بولونيا بإيطاليا -أحد مكتشفي التمساح العملاق القديم- أن عظاءة الملك أيضًا كانت لتكون كذلك.
يضيف فانتي: «لا شك أن غذاء هذا الحيوان كان استثنائيًا؛ فأسنانه مصممة لسحق مواد صلبة. وأي شيء يقترب من فكيه لا مفر من أن ينتهي كعشاءٍ له.»
وقد وصف فانتي وزملاؤه تمساحنا العملاق في جريدة (البحث الطباشيري-Cretaceous Research)، وكان الفريق يُمشِّط مناطق في تونس لسبع سنوات وقد فوجئ فانتي عندما وجد جماجم قديمة عديدة، حيث كانوا غالبًا لا يجدون إلا بقايا صغيرة لعظام أو أسنان.
ويقول فانتي أنهم رأوا حدود جسم التمساح على الأرض وقد وجدوا حوالي 4 عينات وجمع فريقه جمجمة واحدة ودرسها.
ويضيف (فانتي): «رغم وضوح العينات، لم يبحث أحد عن حفريات في هذة المنطقة من تونس فلم يتم اكتشافها مسبقًا».
زِد على ذلك أن هذا الاكتشاف قد يغير فهمنا للمرحلة الانتقالية بين الحقبة الجوراسية والطباشيرية، حيث كان هناك اتجاه لترجيح وجود انقراض عالمي شامل في هذة الفترة الانتقالية لكن اكتشاف هذا التمساح يُقوِّض هذا الاحتمال حسب تعبير (فيدريكو فانتي).
حيث كان هناك انقراض لكثير من الزواحف الكبيرة في نهاية الحقبة الجوراسية لكن يبدو أن عظاءة الملك (Mashimusaurus rex) قد بقيت لعشرين مليون سنةً أخرى، ويعتقد سانتي وفريقه أننا أمام انقراض محلي أو جزئي لبعض الأنواع في تلك الفترة الانتقالية وليس انقراض شامل. وينهي فانتي حديثه قائلًا: «كلما ستحفر بحثًا في هذا العالم سوف تجد أن بعض الأنواع قد نجت وبعضها قد انقرض.»
تم نقل المقال من مجلة الباحثون المصريون بالتصرف.
اقرأ أيضًا: الكشف عن «حجر رشيد الأحفوري» بالفيوم