درس الباحثون حفريات أسنان وحراشيف جلدية تنوعت بين ثلاثة أنواع من الديناصورات.. ويعود تاريخها إلى أواخر العصر الطباشيري
تتميز أمريكا الجنوبية عن غيرها من بقاع الأرض المختلفة بتعدد الأماكن المحتوية على حفريات الديناصورات والزواحف التي عمرت القارة الجنوبية في حقبة الحياة الوسطى (فترة زمنية في تاريخ الأرض بدأت منذ حوالي 250 مليون عام مضت وانتهت منذ 66 مليون سنة تقريبًا).
وأتاحت تلك المناطق المهمة للعلماء فرصة تصور شكل الحياة قديمًا والنظم البيئية الموجودة آنذاك، ورغم كثافة الحفريات المستخرجة من هذه الأماكن كمًّا ونوعًا، هناك منطقة في الأرجنتين غامضة، لم تثمر رواسبها سوى عن ديناصور واحد عملاق آكل للعشب يسمى دريدنوتس (Dreadnoughtus)، ويوفر نظرةً ثاقبةً جديدةً حول التشكل والتاريخ التطوري لهذه الحيوانات الضخمة.
تُعرف هذه المنطقة باسم “سيرو فورتاليزا” في “سانتا كروز”، ورغم احتوائها على رواسب من العصر الطباشيري المتأخر، إلا أن طبيعة الحياة القديمة فيها ظلت غامضة.
لكن فريقًا بحثيًّا كشف النقاب عن طبيعة التجمع الحيوي بمنطقة “سيرو فورتاليزا” في نهايات العصر الطباشيري، وفق دراسة نشرتها دورية “بلوس وان” (PLOS ONE).
تقول “أيريانا بواينا كارباجال” -عالِمة الزواحف بمعهد بحوث التنوع الحيوي والبيئي بجامعة “كوماهو الوطنية” في الأرجنتين، والمؤلف الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: طبيعة حفظ الحفريات في منطقة “سيرو فورتاليزا” سيئةٌ للغاية، وفرصة وجود هياكل متحفرة فيها صعبة جدًّا، لكننا تمكنّا من دراسة بعض الحفريات الصغيرة كالأسنان والحراشيف الجلدية التي تم اكتشافها عام 2016، وكانت النتائج مرضيةً للغاية”.
تضيف “أيريانا”: يعتبر كشفنا الجديد نافذة على الماضي السحيق للاطلاع على عالم الزواحف الخفيّ في المنطقة، فقد استطعنا إثبات وجود ثلاثة أنواع من الديناصورات (أحد الديناصورات من عائلة “أبيليسوريد” وهي ديناصورات شرسة آكلة للحوم، وديناصور عملاق آكل للعشب من عائلة “تيتانوسوريد”، أما الديناصور الأخير فهو من فصيلة الأنكيلوصورات المدرعة الآكلة للعشب)، ولم تكن الديناصورات تعيش وحدها في المنطقة؛ فأبناءعمومة التماسيح الحالية كشفت عن وجودها، إذ تمكن الفريق من تحديد وجود تماسيح البيروساويد القارية التي تعيش على اليابسة.
تكمن أهمية الكشف الجديد في فهم كيفية وصول هذه الحيوانات إلى منطقة باتاجونيا (الأرجنتين)، وربما كانت الفرضية الأكثر قبولًا هي أنها أتت من أمريكا الشمالية عبر أمريكا الوسطى ووصلت خلال نهاية العصر الطباشيري، ومن ثم وصلت إلى القارة القطبية الجنوبية، لذا يُعد هذا الكشف بمنزلة الرابط الجغرافي بين القارات الشمالية والجنوبية.
تقول “أيريانا”: تتضمن هذه البقايا بعض الأفكار المهمة حول النطاقات الجغرافية لحيوانات معينة؛ إذ يمثل وجود الديناصورات المدرعة في هذا الموقع رابطًا جغرافيًّا بين سجلات هذه الديناصورات من أقصى الشمال في منطقة باتاجونيا ومن أقصى الجنوب في القارة القطبية الجنوبية، أمّا وجود تماسيح البيروساويد في “سيرو فورتاليزا” بالأرجنتين، فيمثل أقصى موقع جغرافي جنوبي وصلت إليه أبناء عمومة التماسيح.
تم نقل المقال من Scientific American بالتصرف.
اقرأ أيضًا: الخفافيش مصاصة الدماء تتعاون معًا في أثناء البحث عن الطعام