عند ذكر الريش فمن المؤكد أن الطيور هي ما سيخطر على بالك، ولكن الريش في الحقيقة ليس خاصًا بالطيور ولم يظهر من أجل الطيران فقط. إذ يشير بحث جديد أُجري على السجل الأحفوري الغني للصين أن هياكل الريش هذه ظهرت قبل الطيور بـ100 مليون سنة، وحتى قبل الديناصورات نفسها.
جاء هذا النجاح في نهاية السنة الماضية عندما كان مجموعة من الباحثين يدرسون اثنتين من الأحافير الجديدة للتيروصورات في الصين، وكان ينظر إلى التيروصورات هذه كزواحف طائرة ذات حراشف تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وكانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالديناصورات ومغطاة بأربعة أنواع من الأهداب والزغب.
ويبدو أن التيروصورات كان لها ريش مشابه جدًا لأقاربها الديناصورات، لهذا ينبغي أن يكون لها سلف مشترك.
يقول المؤلف الرئيسي مايك بنتون (Mike Benton) عالم الحفريات من جامعة بريستول: «يقود هذا أصل الريش لـ250 مليون سنة على الأقل، وهي نقطة المنشأ للتيروصورات والديناصورات وأقاربها، وكان العالم في العصر الترياسي المبكر يتعافى من الانقراض الجماعي الأكثر تدميرًا على الإطلاق، وكانت الحياة قد عادت من فناء شبه تام».
يرجع هذا أصل الريش إلى العصر الترياسي المبكر، ما يعني أن الريش ظهر قبل فترة طويلة من ظهور الطيور الأولى مثل الأركيوبتركس، وكان هذا في زمن الاضطراب التطوري حينما كانت أسلاف الديناصورات وهي الأركوصورات في سباق تسلح رهيب مع أسلاف الثدييات.
ويمكن أن يكون الريش ظهر للمساعدة في سباق التسلح هذا من خلال توفير العزل في طلائع ذوات الدم الحار من الديناصورات والتيروصورات، وبعدها فقط استخدمت هياكل الريش هذه للاستعراض أو الطيران.
ويضيف الباحثون «وهكذا كانت الأسلاف الديناصورية الصغيرة للطيور قد تكيفت مسبقًا للحياة كطيور نشطة».
وعانى علماء الحفريات مع الفكرة التطورية منذ اكتشاف آلاف العينات من الديناصورات ذات الريش في الصين. ويشرح الباحث المشارك باويو جيانغ (Baoyu Jiang) من جامعة نانجينغ: «كانت الديناصورات ذات الريش في البداية قريبة لأصل الطيور في شجرة التطور، لم يصعب تصديق ذلك لذا أُرجع أصل الريش على الأقل لأصل تلك الديناصورات الشبيهة بالطيور ربما قبل 200 مليون سنة». ثم كسر ديناصور من روسيا يدعى Kulindadromeus القاعدة الرئيسية التي ألصقت هذه النظرية معًا.
إذ تستحضر الباحثة المشاركة Maria McNamara من جامعة كوليدج كورك قائلة: «كان لهذا الديناصور جلد محفوظ بشكل مدهش ومغطى بحراشف على الساقين والذيل وريش غريب عشوائي غير مرتب في جميع أنحاء جسمه، والذي فاجأ الجميع أن هذا الديناصور كان أبعد ما يكون عن الطيور في شجرة التطور كما قد تخيلوه، وربما كان الريش حاضرًا في الديناصورات الأولى».
لا يتفق جميع علماء الأحافير على أن الريش قد أتى من منشأ واحد، إذ يعتقد البعض أن الريش ظهر بشكل مستقل في كل من الطيور والديناصورات، إلا أن التحليل الجديد يشير إلى خلاف ذلك.
ويدعم علم الوراثة أيضًا النتائج باستثناء بحث علم الحفريات الأخير، ووجدت دراسة في عام 2017 أن نفس الشبكة التنظيمية للجينوم قادت تطوير حراشف الزواحف وريش الطيور وشعر الثدييات، بمعنى آخر أن جذر هذه الهياكل الثلاثة قد تكون قد وجدت في سلف مشترك كان موجودًا قبل 420 مليون سنة.
وما يزال من غير الواضح كيف تشابكت هذه الهياكل الثلاثة في شجرة التطور بالضبط، كما أظهر العلماء أن الحراشف على الطيور الحديثة مثل أرجل وأعناق الدجاج هي ريش انعكس لحراشف. هذا يشير إلى أن الريش كان حالة افتراضية للديناصورات، وأزيل لاحقًا فقط في أفراد المجموعة الضخمة والمصفحة (المحمية).
وكتب Benton وزملائه: «هذا لا يقلل من أهمية الريش كمفتاح لنجاح الطيور، ولكنه يبين أن الطيور لم تنشأ بسرعة من الزواحف، ولكن كان ذلك عبارة عن تجمع 30 أو أكثر من طفراتها بشكل تدريجي عبر 100 مليون سنة».
المصدر: sciencealert
اقرأ أيضًا:
قلوب بعض الحيوانات يمكن أن تتأقلم من أجل العيش دون أكسجين، والعلماء مهتمون