ما الذي تراه القطط ويُثير جُنونها إلى هذا الحد عند رُؤية ضوء مُؤشر الليزر والأشياء اللامعة وكواحل القدم؟
وَلع القطط بالقفز على الأرجُل والألعاب قد يَرجِع جُذوره إلى غريزة الصيد لديهم ولكن قد يرتبط أكثر بقدرتهم البصريه المُتفرِّدة، وكما يتِّضح الآن أن العلماء يَعرِفون الكثير عمّا تراه القطط.
يُحاول نيكولاي لام Nickolay Lamm بمساعدة مجموعة جديدة من الصور التي التقطها أن يوضح الفارق بين رؤية القطط ورؤية البشر، فبينما قد يستطيع البشر رؤية ألوان مُتوهجَّه أكثر خلال ضوء النهار فأن فصيلة السنوريات تمتلك الأفضلية عندما يتعلق الأمر بالرؤية الطرفية و الليلية.
سؤال يتكرر حول القطط وجوابه: لا، لا يمكن للقطط أن ترى في الظلام التام، لكن مع ذلك فرؤيتهم أفضل من البشر في ظروف الإضاءة المنخفضة حيث تعتبر القطط كائنات شفقية وهو ما يعني أنها تنشط في فترة الفجر والغَسَق، وهذا قد يكون السبب وراء حاجتهم إلى رؤية ليلية جيدة.
فأعين القطط تمتلك من ستة لثمانية أضعاف العصي في الشبكية التي تمتلكها العين البشرية وأهميتها تكمُن في أنها ذات حساسية كبيرة للرؤية في الضوء المنخفض حيث أن 4 من كل 5 خلايا في شبكية العين البشرية هي خلايا عصوية (عصي) بينما في عين القطط كل 24 من 25 خلية في الشبكية هي عصي (خلايا عصوية) وتمكّن العصي الزائدة التي تمتلكها القطط من الإحساس بالحركة في الليل بشكل أفضل بكثير من البشر.
كما أن القطط تستطيع فتح القزحية لديها لحدٍ كبير لإدخال أكبر قدر من الضوء إلى داخل العين.
تمتلك القطط مجال رؤية أوسع من البشر يبلغ 200 درجة بالمقارنة بـ 180 درجة عند البشر، وتمتلك القطط أيضًا مجال أكبر من الرؤية الطرفية حيث يكون عامل شديد الأهمية عند تحديد مكان فأر أو لعبة متواجدة في الزاوية.
وبالإضافة إلى هذا تمتلك القطط أعين ذات شكل إهليجي وقرنية وبساط tapetum أكبر، والبساط هو عبارة عن طبقة من الخلايا التي من الممكن أن تَعكِس الضوء رُجوعًا إلى الشبكية وتساعد على تجميع ضوء أكثر للرؤية.
يساعد البساط أيضًا على تعديل الطول الموجي الذي يكون باستطاعة القطط رؤيته مما يجعل الفريسة أو الأشياء الأخرى التي تراها تظهر كما الشكل المُظلَّل على خلفية تبدو كسماء ليلية أكثر وضوحًا.
رؤية الألوان
لا تملك السنّوريات الأفضلية في كل المجالات، فالشبكية في البشر تَحوي حوالي 10 أضعاف عدد الخلايا المخروطية التي تملكها القطط وهي مُستقبلات ضوئية تعمل بكفاءة أفضل فى الضوء الباهر.
حيث أن قدرة التحديد الحركي motion detection في ضوء النهار الباهر عند البشر أفضل من القطط و الكلاب بحوالي 10 إلى 12 مرة.
يملك البشر أيضًا ثلاثة أنواع أخرى من المخاريط مما يُتيح لهم رؤية طيف أوسع من الألوان، بحساسية تبلُغ القمة قُرب اللون الأحمر والأخضر والأزرق.
بينما قد تملك القطط ثلاثة أنواع من المخاريط فإن عدد وتوزيع كل نوعٍ منهم يتباين.
ففي بعض الإختبارات السلوكية تبدو القطط غير قادرة على رؤية كل المجال اللوني الذي باستطاعة البشر رُؤيته.
يعتقد بعض الخبراء أن مَقدرة القطط على رؤية الألوان قاصرة ومحدودة على اللونين الأزرق والرمادي، بينما يعتقد الآخرون أنها مشابهة للكلاب ولكن بوفرة أقل في درجة الألوان وتشبُّعها.
فالكلاب ترى العالم المُحيط بدرجات من اللون أقل من التي يستطيع البشر رؤيتها ولا تستطيع التفرقة بين الأشياء ذات اللون الأحمر والأصفر والأخضر والبرتقالي بينما على الجانب الآخر تستطيع الأسماك رؤية الموجات فوق البنفسجية التي لا يستطيع البشر رؤيتها.
يرجع الفضل في قدرة البشر على الرؤية بدقة أكبر بكثير وبمجال رؤية أكبر من الألوان النابضة بالحياة إلى المخاريط المتعددة التي يملكونها بأعينهم.
قِصر البصر
بينما يستطيع البشر رؤية الأشياء البعيدة على مسافة تُقَّدر بـ 30 إلى 60 متر فإن القطط لا تستطيع رؤية الأشياءالبعيدة عنها بشكل واضح إن لم تكن على بُعد أقل من 6 أمتار.
نظرًا لأن القطط تفتقد العضلات الضرورية لتغيير شكل عدسات أعيُنهم فإنهم لا يستطيعون رؤية الأشياء القريبة بوضوح كما البشر وفي هذه الحالة يجب أن تكون الأشياء بعيدة بعض الشيء ليستطيعوا رؤيتها.
وعلى الرغم من أن القطط لديها قدرة أفضل على التقاط الفئران المذعورة التي تَركُض وتنطلق من مكان لآخر إلَّا أن العديد من الأشياء بطيئة الحركة التي يستطيع البشر تحديدها بأعيُنهم قد تبدو ساكنة إلى القطط.
المصادر: livescience, petcoach