قد لا تكون نفس الممارسة الجنسية التي نعرفها اليوم، ولكن قبل 385 مليون سنة قام أسلافنا من الأسماك المدرعة المنقرضة والتي تدعى (placoderms) بتطوير خاصية الممارسة الجنسية أو الجماع. هذه النتيجة توصل إليها فريق من العلماء التطوريين الذين قاموا بدراسة أحفورة لأحد أنواع هذه الأسماك المدرعة والتي تسمى(M. dicki).
أول أحفورة لسمكة (M. dicki) تم العثور عليها في اسكتلندا سنة 1888 ويبلغ طولها حوالي 8 سنتيمترات. العلماء يعتقدون أن هذا النوع من الأسماك هو أقدم أسلاف البشر من الفقاريات.
أما اليوم ومن خلال دراسة جديدة أصبح لهذه السمكة مكانة أكثر أهمية في شجرة الحياة. حيث تبين أنها أولى الأنواع المعروفة التي تمارس الجنس من أجل تنفيذ عملية الإخصاب الداخلي.
الدراسة تشير الى أنه كان لذكور هذه الأسماك أطراف تناسلية عظمّية رفيعة على شكل حرف “L” تُدعى (claspers) تقوم بنقل الحيوانات المنوية إلى الأنثى. الإناث، من جانبها، طوّرت عظام صغيرة من شأنها أن تثبت أعضاء الذكور التناسلية من أجل إتمام عملية التزاوج.
هذه الأطراف العظمية تختلف عن تلك الموجودة اليوم في الأسماك الحديثة مثل القرش والذي تتكون أطرافه التناسلية من غضاريف تنمو من زعانف الحوض. الدراسة تشير أيضًا الى أن ممارسة الجنس في هذا النوع من الأسماك كان يتم جنبًا الى جنب.
الأمر المفاجئ في هذه الدراسة هو أنها تقدم دليلًا على أن الأسماك طورت التناسل الداخلي (الجماع) ومن ثم فقدته في أحد مراحلها التطورية لتتحول الى نظام التناسل الخارجي ومن ثم قامت بإعادة تطويره مرة أخرى.
ترجمة: يوسف مجدى