علماء يكتشفون المسار السريع الذي تتبعه البكتيريا الخارقة لتطوير مقاومة للمضادات الحيوية

علماء يكتشفون المسار السريع الذي تتبعه البكتيريا الخارقة لتطوير مقاومة للمضادات الحيوية

تُسبب بكتيريا المطثية العسيرة (كلوستريديوم ديفيسيل) آلاف الوفيات سنويًا في المملكة المتحدة، خاصة بين الأشخاص الذين يستخدمون المضادات الحيوية.

توصل باحثون من جامعتي شفيلد ومانشستر إلى أن هذه البكتيريا تتمتع بقدرة على تطوير مقاومة عالية جدًا للمضاد الحيوي الفانكومايسين خلال فترة زمنية قصيرة جدًا لا تتجاوز شهرين، وأظهرت نتائج الدراسة، التي نشرت في دورية بلوس بيولوجي قدرة هذه البكتيريا على التحمّل بما يفوق الجرعات العلاجية الفعالة بـ 32 ضعفًا.

تتسبّب المضادات الحيوية المستخدمة حاليًا لعلاج عدوى كلوستريديوم ديفيسيل في تلف البكتيريا النافعة في الأمعاء، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الانتكاسات. يصل معدل إعادة الإصابة لدى المرضى المعالجين بالفانكومايسين إلى 30% خلال أسابيع قليلة، مع زيادة احتمالية التكرارات المتتالية بعد ذلك.

حتى مع الدور الهام الذي يلعبه الفانكومايسين في مكافحة هذه العدوى، تعد المراقبة الروتينية لمقاومة البكتيريا للمضاد الحيوي في الأوساط السريرية غير كافية، ما قد يؤدي إلى ظهور مقاومة غير مكتشفة في المستشفيات. سيؤدي ظهور المقاومة واسعة النطاق إلى فقدان هذا الخيار العلاجي الحيوي في الرعاية الصحية بالمملكة المتحدة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تُعد المقاومة المضادة للميكروبات (إيه إم آر)، من أخطر التهديدات التي تواجه الصحة العامة والتنمية في العالم. تشير التقديرات إلى أن المقاومة المضادة للميكروبات كانت السبب المباشر لوفاة 1.27 مليون شخص على مستوى العالم في عام 2019، وكان لها دور بوقوع 4.95 مليون حالة وفاة أخرى.

أوضحت جيسيكا بودل، طالبة الدكتوراه بجامعة شفيلد والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «تؤكد نتائجنا الحاجة إلى مراقبة حثيثة لمقاومة الفانكومايسين في مستشفيات المملكة المتحدة. فقد تساهم المقاومة غير المضبوطة في ارتفاع عدد المرضى الذين يعانون من تكرار الإصابة بعد علاج ناجح بالفانكومايسين. تؤكد الدراسة على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث لتوجيه السياسات الصحية وتحديد ما إذا كان الفانكومايسين لا يزال أفضل خيار علاجي».

وتُضيف: «تهدف أبحاثنا المستمرة إلى فهم آليات تطور المقاومة، ومحاكاة هذه الظروف في بيئة الأمعاء المعقدة للإنسان، والتعاون مع علماء الأوبئة في المملكة المتحدة لتحديد المؤشرات المحتملة للمقاومة في المستشفيات».

«تُعد هذه الجهود بالغة الأهمية لمنع مستقبل يصبح فيه استخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية غير مجدٍ، إذ تتحول العدوى التي يمكن علاجها بسهولة اليوم إلى تهديد مباشر للحياة».

مع القلق الشديد الذي يرافق التطوّر السريع، تُظهر السلالات المقاومة المضادة للميكروبات ضعفًا عامًا الأمر الذي يحد من خطورتها السريرية. لوحظت في هذه السلالات عيوب في عمليّة التبوّغ الحيوية الضرورية لانتقال بكتيريا المطثية العسيرة من شخص لآخر، وللبقاء على أسطح المستشفيات وفي زواياها.

تسعى الأبحاث المستقبلية إلى فهم العلاقة المعقدة بين المقاومة وقدرة البكتيريا على التسبب بالأمراض الحادة. سيمكن هذا الفهم الباحثين من تطوير استراتيجيات رصد أفضل لمقاومة المضادات الحيوية الناشئة في المستشفيات.

ترجمة: علاء شاهين

المصدر: phys.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *