متى جابت الديناصورات ذوات الدم الحار الأرض لأول مرة؟
اعتقد العلماء ذات مرة أن الديناصورات هي كائنات بطيئة وذوات دم بارد. ولكن أشارت الأبحاث بعد ذلك إلى أن بعضهم استطاع في الواقع التحكم في درجة حرارة جسمه. ولكن ما تزال الإجابات على الاستفسارات الكثيرة حول هذا التحول غير واضحة.
تقدر دراسة جديدة أن الديناصورات الأولى من ذوات الدم الحار كانت تجوب الأرض منذ حوالي 180 مليون سنة، أي في منتصف فترة وجود هذه الكائنات على كوكبنا تقريبًا.
تحافظ الكائنات ذوات الدم الحار، بما في ذلك الطيور التي تنحدر من الديناصورات والبشر على درجة حرارة أجسامها ثابتة سواء كان العالم من حولها باردًا أو حارًا. تعتمد الحيوانات ذات الدم البارد، بما في ذلك الزواحف مثل الثعابين والسحالي، على مصادر خارجية للتحكم في درجة حرارة جسمها مثل التعرض للشمس للحصول على التدفئة.
إن معرفة متى طورت الديناصورات هذه القدرة قد تساعد العلماء في الإجابة على أسئلة أخرى حول حياتهم، بما في ذلك كم كانوا نشيطين واجتماعيين.
ولتقدير أصل الديناصورات ذات الدم الحار الأولى، حلل الباحثون أكثر من 1000 حفرية ونماذج مناخية وأشجار عائلة الديناصورات. ووجدوا أن مجموعتين رئيسيتين من الديناصورات، والتي تشمل الديناصورات ريكس، والفيلوسيرابتور، وأقارب ترايسيراتوبس هاجرتا إلى المناطق الأكثر برودة خلال العصر الجوراسي المبكر، مما يشير إلى أنهما طورتا خاصية الدم الحار هناك. وتمسكت مجموعة ثالثة من الديناصورات، بما في ذلك البرونتوصورات، بالمناطق الأكثر دفئًا.
وقال ألفيو أليساندرو تشيارينزا، مؤلف الدراسة وزميل ما بعد الدكتوراه في جامعة لندن: «إذا كان هناك شيء قادر على العيش في القطب الشمالي، أو المناطق شديدة البرودة، فإنه بحاجة إلى طريقة ما للتدفئة».
نُشر البحث في مجلة Current Biology.
وقالت ياسمينا وايمان، زميلة ما بعد الدكتوراه في المتحف الميداني في شيكاغو، إن موقع الديناصورات ليس الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كانت من ذوات الدم الحار. تشير الأبحاث التي أجرتها وايمان، التي لم تشارك في الدراسة الأخيرة، إلى أن الديناصورات ذوات الدم الحار ربما تطورت بالقرب من بداية وقتها على الأرض، منذ حوالي 250 مليون سنة.
وقالت إن جمع الأدلة من جوانب متعددة من حياة الديناصورات، بما في ذلك درجات حرارة أجسامها ونظامها الغذائي قد يساعد العلماء على رسم صورة أوضح عن متى تطورت لتصبح من ذوات الدم الحار.
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: phys.org