قنابل نباتية موقوتة تسلط الضوء على مدى خباثة الأنواع الغازية

بدأ القيقب الخبيث والمدمر مرحلة «لا تقلق، أحببني فقط» من غزوه لبريطانيا العظمى منذ زمن طويل لدرجة أن الشجرة لم تكن قد صنفت علميًا حتى.

وصلت الشجرة من وسط أوروبا بحلول عام 1613، ولم يكن كارل لينيوس، الذي وضع نظام التسمية اللاتينية الحديثة قد ولد، إلا بعد قرن آخر تقريبًا. مر 320 عامًا قبل أن يجد علماء الأحياء الشجرة تزاحم النباتات المحلية، كما أفاد الباحثون في عدد مارس من مجلة Nature Ecology & Evolution.

يعد الفارق الزمني بين المرحلة «الساحرة» ومرحلة «الخطر» للقيقب الدلبي الكاذب هائلًا، ولكن يبدو أن حوالي ثلث أنواع النباتات البالغ عددها 3500 نوع تقريبًا والتي فٌحصت في الدراسة كانت تبدو غير ضارة عندما ظهرت لأول مرة في منطقة جديدة، وذلك وفقًا لتحذير عالم إيكولوجيا الأعشاب الضارة محسن ميسغران من جامعة كاليفورنيا، ديفيس. تستمر هذه التمثيلية (وفقًا لتعبير ميسغران) على الأقل لمدة خمس سنوات. يقول: «يحتاج بعضها إلى الوقت فقط، وبعدها يبدأ انفجار عاصفة هذا النوع الذي ينمو بسرعة».

حلّل ميسغاران وزملاؤه أكثر من مليون نقطة بيانات من سجلات المعشبات تُظهر متى وأين جُمعت النباتات عبر تسع مناطق حول العالم، وفي ستٍّ من هذه المناطق، تأخرت بعض النباتات المدمرة لأكثر من 100 عام. بدا بعضها نباتات ضعيفة لأكثر من قرن، ثم ارتفعت أعدادها بشكل كبير. بدأت أيضًا في خنق الأنواع الأصلية وإزعاج المخلوقات التي تعتمد على تلك النباتات.

قنابل بيولوجية موقوتة

بدا أكثر من ألف نوع من النباتات التي انتقلت خلسة إلى مناطق جديدة غير ضار لسنوات، وحتى لقرون، قبل أن تتحول هذه الأنواع إلى أعشاب ضارة وتُحدث دمارًا في أوطانها الجديدة. تحتفظ النباتات التي سُلط عليها الضوء في هذا الجدول بسجل أطول فترة تأخير (فترة خمول) في مناطقها على التوالي.

 

المنطقة اسم النبات سنة الدخول عدد السنوات حتى الانتشار الغازي
أستراليا Serrated tussock
(Nassella trichotoma)
1770 221
بريطانيا العظمى Sycamore maple
(Acer pseudoplatanus)
1613 320
أيرلندا Annual mercury
(Mercurialis annua)
1866 130
اليابان Lady’s bedstraw
(Galium verum)
1894 80
مدغشقر Zarzabacoa comun
(Desmodium incanum)
1834 121
شمال نيوزيلندا Common cordgrass
(Spartina anglica)
1937 48
جنوب نيوزيلندا Portuguese heath
(Erica lusitanica)
1930 60
جنوب أفريقيا Greater sea-spurrey
(Spergularia media)
1883 114
الولايات المتحدة Ribwort plantain
(Plantago lanceolata)
1822 177

قد يكون المكان الأول الذي تصل إليه النباتات المتطفلة في نظام بيئي جديد مكانًا صالحًا للبقاء، ولكنه ليس مكانًا رائعًا. وغالبًا لا تقضي البيئة المناخية الجديدة على الوافدين الجدد، ولكنها أيضًا لا تسمح لهم بالازدهار، وفقًا لميسغاران وزملاؤه. قد يقلل البشر من أهمية بعض النباتات الخضراء الجديدة باعتبارها غير ضارة، بينما يجدر في الواقع التخلص منها.

وجد الفريق أيضًا أن التغيرات في درجات الحرارة لها دور مهم في توقيت ومكان انفجار هذه القنابل النباتية الموقوتة، وهي فكرة مقلقة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض وتغير أنماط درجات الحرارة.

حتى لو أخذنا النظرة المتفائلة بأن النباتات المتأخرة لا تمثل غالبية الأعشاب الضارة في الدراسة، فإن اكتشاف أن ما نسبته 35% منها قد تأخرت بشكل مخادع «ما زال سيئًا» كما يقول عالم بيئة الغزو شون كوتس من جامعة لينكولن في إنجلترا. يقول إن هذا الجزء يمثل «آلاف عمليات الإدخال الضارة المحتملة في جميع أنحاء العالم».

يقول ميسغاران إن النتائج تمثل تحذيرًا شديدًا ضد نقل النباتات خارج نطاقها الأصلي، ويضيف: «أي حكم نصدره على نوع ما بناءً على ماضيه وحاضره لن يكون مؤشرًا جيدًا على ما سيفعله في المستقبل. لا تفكر أن هذا النوع موجود منذ فترة طويلة، ولم يحدث شيء».

 

ترجمة: علاء شاهين

المصدر: sciencenews

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *