من خلال دراسة أشكال جماجم ثعابين ديبسادين، اكتشف الباحثون في جامعة تكساس في أرلينغتون كيف تطورت هذه الأنواع من الثعابين في أمريكا الوسطى والجنوبية وتكيفت لتلبية متطلبات موائلها ومصادر غذائها.
نُشر البحث، الذي أجري بالتعاون مع زملاء في جامعة ميشيغان، في مجلة BMC Ecology and Evolution.
وقال غريغوري بانديليس، مدير المجموعات في مركز أبحاث تنوع البرمائيات والزواحف التابع لجامعة تكساس في أرلينغتون: «لدينا الآن دليل على أن هذه المجموعة من الثعابين هي واحدة من أروع وأكبر الإشعاعات التكيفية للفقاريات المعروفة حاليًا للعلم. لقد وجدنا أن كلًا من استخدام الموائل وتفضيلات النظام الغذائي يرتبطان بقوة بشكل الجمجمة في هذه المجموعة من الثعابين، مما يشير إلى أن هذه هي العوامل المحتملة التي تدفع تطور الجمجمة لهذه الأنواع».
يوجد أكثر من 800 نوع من ثعابين ديبسادين، يتراوح طولها من أقل من 12 بوصة إلى أكثر من 9 أقدام. عادة ما تكون هذه الفصيلة الفرعية من الثعابين غير ضارة بالبشر وتعيش على مجموعة واسعة من الأطعمة، بدءًا من المخلوقات الكبيرة مثل الطيور والسحالي والضفادع إلى الفرائس الأصغر حجمًا والأكثر رقة مثل بيض الضفادع والديدان والرخويات. تتخصص بعض الأنواع في استهلاك فرائس معينة، مثل القواقع، بينما تكون أنواع أخرى عامة.
ركز الباحثون على تطور الجمجمة لأن شكل الجمجمة له عواقب وظيفية مهمة بالنسبة للثعابين، بما في ذلك التقاط الفرائس وابتلاعها، واستخدام الموائل، واختيار الشريك، والدفاع ضد الحيوانات المفترسة. الثعابين، بالطبع، ليس لها أطراف، لذا تلعب جماجمها دورًا حاسمًا في التحرك عبر موطنها والتقاط وأكل فريسة أكبر بكثير مما يوحي حجم جسمها بأنه ممكن.
لدراسة تطور شكل الجمجمة، أنشأ الباحثون عمليات إعادة بناء رقمية ثلاثية الأبعاد لجماجم 160 نوعًا من ثعابين ديبسادين باستخدام تقنية المسح المقطعي المحوسب بالأشعة السينية (CT scan) لعينات المتحف المحفوظة. ثم قاسوا شكلها باستخدام القياسات الشكلية الهندسية وربطوها بالبيانات التي جمعوها في الميدان حول كيفية عيش هذه الثعابين وما أكلته لاستكشاف العلاقة بين شكل الجمجمة والبيئة.
وقال بانديليس: «يظهر بحثنا أن الثعابين المائية أو الحفرية (التي تعيش تحت الأرض) تتمتع بأقوى ضغط انتقائي على جماجمها، وأن التقارب التطوري منتشر بين هذه المجموعات».
«لا يوجد سوى عدد قليل من الحلول التطورية الجيدة للمشاكل الصعبة المتمثلة في محاولة التحرك عبر الأوساخ والمياه بكفاءة. توفر هذه الدراسة رؤى مهمة عن تكيف الثعابين مع طرقها الفريدة للغاية في تناول الطعام والسكن في بيئاتها، على الرغم من أن هناك الكثير مما يمكننا معرفته، فمازلنا لا نعرف شيئًا عن هذه الحيوانات الغامضة والرائعة».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: phys.org