قدمت دراسة جديدة دليلاً على أن صغار الشمبانزي قادرون على التمتع بالمرونة الوظيفية الصوتية، التي تعتبر عاملًا أساسيًا في تطور اللغة البشرية.
تعد القدرة على إنتاج الأصوات التي يمكن أن تؤدي مجموعة متنوعة من الوظائف أمرًا أساسيًا لكيفية تعلمنا للكلام، ولكن كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن الرئيسيات غير البشرية لا تشترك في هذه المهارة.
يُصدر الأطفال الرضع أصواتًا لها أغراض محددة. مثل، الصراخ والضحك والبكاء وتمتلك جميعها هدف صارم وعاطفة واضحة مرتبطة بها. ولكن هناك أصوات أخرى لحرية التعبير، مثل الثرثرة، والتي تكون أكثر مرونة في وظيفتها.
لقد وجد بحث جديد أن الشمبانزي الرضع والصغار يظهرون مرونة صوتية مماثلة، مما يعني أن أسس الكلام متجذرة في تراثنا التطوري الرئيسي.
وقال المؤلف الرئيسي، الدكتور ديري تايلور، من قسم علم النفس بجامعة بورتسموث: «تتواصل جميع الكائنات الحية، لكن البشر فقط يتواصلون باستخدام اللغة. أما كيفية حدوث ذلك فهو لغز لم يفسره العلم بعد».
«حتى الآن لم يكن لدينا دليل على المرونة الوظيفية الصوتية في الرئيسيات غير البشرية في وقت مبكر. ويحمل هذا الاكتشاف آثارًا عميقة على فهمنا لأصول اللغة البشرية».
تُعد هذه الورقة البحثية، التي نُشرت في مجلة iScience، واحدة من أولى الدراسات المنهجية عن الإنتاج والوظيفة الصوتية المبكرة للشمبانزي.
وثّق فريق من جامعة بورتسموث في إنجلترا، وجامعة نوشاتيل في سويسرا، وجامعة كليرمون أوفيرني في فرنسا، 768 صوتًا لـ 28 شمبانزي صغير في محمية في زامبيا. وشملت هذه الأصوات الهمهمات، والأنين، والضحك، والصراخ، والصيحات، والنباح، والصرير، وصيحات البنطلون.
عند مراجعة الأصوات وتصنيفها، اكتشفوا أن الشمبانزي، مثل الأطفال الرضع، يصدر نداءات ذات حالات عاطفية مختلفة، إيجابية أو محايدة أو سلبية، إلى جانب مجموعة متنوعة من تعبيرات وحركات الوجه.
وأدت أنواع الأصوات التي عبر عنها الشمبانزي بمرونة، وخاصة الهمهمات، إلى استجابات مميزة من الشركاء الاجتماعيين بناءً على كيفية التعبير بسلوكيات معينة. أظهرت النتائج توازيًا واضحًا مع الأبحاث الموجودة حول الرضع البشريين.
وقالت مارينا دافيلا روس، المؤلفة المشاركة، والأستاذة المشاركة في علم النفس المقارن بجامعة بورتسموث: «لقد اختبرت العديد من الدراسات التي تقارن القردة بأطفال البشر الشمبانزي في أعمار مختلفة من أجل مناقشة الاختلافات في تطور اللغة بين كلا النوعين».
«لقد عكسنا بحثًا آخر أُجري أمريكا، والذي نظر في المرونة الوظيفية الصوتية لدى الأطفال الرضع، للتأكد من أن بحثنا اتبع منهجية مماثلة ويمكن مقارنة النتائج بسهولة».
«تساهم هذه النتائج في مجموعة متنامية من الأدبيات التي تتحدى المعتقدات التقليدية حول الإنتاج الصوتي للرئيسيات وتؤكد الحاجة إلى مزيد من الدراسات التنموية المقارنة لتعزيز فهمنا للأصول التطورية للغة».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: phys.org