توصلت دراسة إلى أن سمكة أحفورية عمرها 455 مليون عام تقدم منظورًا جديدًا عن كيف تطورت الفقاريات لتحمي أدمغتها.
في بحث نُشر في مجلة Nature في 20 سبتمبر، جمّع باحثون من جامعة برمنغهام، ومركز Naturalis للتنوع البيولوجي في ليدن، هولندا، ومتحف التاريخ الطبيعي جمجمة سمكة إريبتيخيوس أماريكانوس Eriptychius americanus.
ويشير البحث إلى أن الأسماك القديمة عديمة الفك الموجودة في الرواسب القديمة في كولورادو بالولايات المتحدة، لديها جمجمة تختلف عن أي جمجمة شوهدت من قبل، وتسد فجوة تمتد حاليًا إلى 100 مليون سنة في التاريخ التطوري لجمجمة الفقاريات.
باستخدام التصوير المقطعي المحوسب، وهو شكل من أشكال تقنية الأشعة السينية، أعاد العلماء إنشاء تمثيل ثلاثي الأبعاد مفصل لجمجمة إريبتيخيوس، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها إعادة تشكيل شامل لعينة كهذه جمعها العلماء في الأربعينيات من القرن الماضي، والموجودة منذ ستينيات القرن العشرين في المتحف الميداني للتاريخ الطبيعي في شيكاغو.
كانت تحتوي هذه السمكة القديمة على غضاريف منفصلة ومستقلة تغلف الدماغ، بدلًا من العظام الصلبة أو البنية الغضروفية للأسماك الفكية وعديمة الفك التي تلتها.
في حين أن الأنواع اللاحقة لديها قفص غضروفي مقيد بالكامل يحمل الدماغ، لكن تشير هذه النتائج إلى أن التطور المبكر للهياكل التي تفصل الدماغ عن أجزاء أخرى من الرأس قد يكون بدأ مع إريبتيخيوس.
وقال الدكتور إيفان سانسوم، محاضر أول في علم الأحياء القديمة بجامعة برمنغهام وكبير مؤلفي الورقة: «هذه نتائج مثيرة للغاية قد تكشف عن التاريخ التطوري المبكر لكيفية حماية الفقاريات البدائية لأدمغتها. يبدو أن إريبتيخيوس هو أول دليل على وجود سلسلة من الغضاريف التي تفصل الدماغ عن بقية الرأس. وتؤكد هذه الدراسة على أهمية المجموعات الموجودة في المتاحف وتطبيق تقنيات جديدة في دراستها».
قال الدكتور ريتشارد ديردن، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء القديمة في مركز ناتوراليس للتنوع البيولوجي والمؤلف الرئيسي للورقة: «في ظاهر الأمر، لا تعد سمكة إيريبتيخيوس أجمل الحفريات. ومع ذلك، باستخدام تقنيات التصوير الحديثة تمكنا من إظهار ذلك، إنها تحافظ على شيء فريد من نوعه: أقدم رأس فقاري محفوظ ثلاثي الأبعاد في السجل الأحفوري. وهذا يسد فجوة كبيرة في فهمنا لتطور جمجمة جميع الفقاريات، بما في ذلك البشر في نهاية المطاف».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: phys.org