لاحظ الباحثون في أمريكا الجنوبية مثالين على تحالفات بين أنداد ذكور اليغور
توصل باحثون إلى أن ذكور اليغور تتعاون بشكل غير متوقع لسنوات في وقت واحد للبحث عن رفقاء
غالبًا ما تكون ذكور اليغور منعزلة وتقضي معظم حياتها تتجول وحيدةً في البراري، وتتقاطع مساراتها فقط مع اليغور الأخرى للتزاوج مع الإناث أو للدفاع عن أراضيها ضد المنافسين
كشف الباحثون في سياق مفاجئ أدلة على حالة نادرة وغير مسبوقة من أزواج ذكور اليغور (Panthera onca) المتعايشة جنبًا إلى جنب لمدة تصل حتى سبع سنوات. من المحتمل لهذه القطط الكبيرة أن تشكل هكذا تحالفات مفاجئة نتيجة تركز الإناث جغرافيًا بطريقة تجبر الذكور على مشاركة مناطق فردية بينها.
في دراسة جديدة، نُشرت في وقت سابق من هذا العام في مجلة Behavioral Ecology and Sociobiologyحلل الباحثون لقطات مصيدة الكاميرا وبيانات GPS والملاحظات الميدانية من خمس دراسات مختلفة أجريت في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية، وكشفوا عن مثالين اثنين على هذه العلاقات البرومانسية بين الذكور. في كلتا الحالتين، استمرت الائتلافات لمدة خمس سنوات على الأقل.
«تُظهر هذه النتيجة الجديدة أن ذكور اليغور تتعاون وتقيم علاقات طويلة الأمد مع أندادها السابقة عندما يخدم هذا التحالف غرضها المتمثل بوصول أكبر إلى الفريسة والأزواج والأراضي» أليسون ديفلين، مؤلف مشارك في الدراسة، وعالم بيئة متخصص بالقطط الكبيرة ونائب مدير برنامج اليغور في منظمة الحفاظ على القطط الكبيرة Panthera في بيان له.
حلل الفريق أكثر من 7000 سجل خاص باليغور ووجد 105 تفاعلات بين الذكور. من بين هذه التفاعلات الذكورية، 18 منها كانت عدوانية، وتسعة اعتبرت حالات تعصب اجتماعي – أي أن الذكور أبقت على مسافة بينها دون مواجهة – وأظهر 70 علامات على التعاون، بينما تُركت البقية دون تصنيف. ولكن بعد التمعن بالتفاعلات التعاونية، أدرك الفريق أن هذه السلوكيات نشأت عن نوعين مختلفين من العلاقات البرومانسية.
لوحظ الزوج الأول في منطقة بانتانال البرازيلية، وهي منظومة بيئية واسعة من الأراضي الرطبة تمتد حتى بوليفيا وباراغواي. بدأ هذا التحالف عام 2006 وانتهى في عام 2014 عندما قُتل أحد ذكري اليغور على الأرجح. قام الزوجان بدوريات في المناطق معًا، وتواصلا صوتيًا مع بعضهما البعض، واستراحا جنبًا إلى جنب، وتقاسما مرةً وجبةً حتى.
شوهد الزوج الثاني بين عامي 2013 و 2018 في لوس لانوس، وهو منخفض مسطح يغطي حوالي ربع فنزويلا. والمثير للدهشة أن كلا الذكرين تزاوجا بنجاح مع عدة إناث خلال تلك الفترة. من غير الواضح ما حدث للزوج بعد عام 2018.
شوهد زوجان آخران من ذكور اليغور في منطقة بانتانال البرازيلية، في عامي 2010 و 2019، ولكن لم يُشاهد هذان الزوجان سوى مرة واحدة
بعد تحديد ماهية العلاقة البرومانسة غير الاعتيادية، صبّ الباحثون انتباههم لفهم السبب وراء تلك الصداقة.
بدايةً، اشتبه الفريق أن التحالفات قد انبثقت عن سلوك الصيد التعاوني. ومع ذلك، في كل الموائل التي شوهدت فيها هذه الأزواج، وُجدت وفرة من الفرائس المتاحة مثل خنزير الماء والتابيرات والتماسيح الأمريكية والسلاحف والماشية الداجنة. بالإضافة إلى ذلك، في المشاهدات، لم يظهر أي من الثنائي دليل على الصيد التعاوني.
بدلاً من ذلك، يعتقد الباحثون أن العلاقات البرومانسية هي استجابة لتركيز متزايد بشكل متزايد من الإناث المتاحة. في كلتا الحالتين، انخفضت النطاقات الجغرافية لإناث اليغور بسبب تدمير الموائل والصيد الجائر، ما عنى وجود المزيد من الإناث في مناطق أصغر. يشتبه الفريق في أن ذكور اليغور تتعاون لاقتسام الإناث فيما بينها عوضًا عن المخاطرة بفقدان مناطقها لصالح ذكر آخر. يشير التكاثر الناجح لكل من الذكور في زوج اليغور الفنزويلي إلى صحة هذا الافتراض.
لوحظ التعاون بين الذكور سابقًا في صفوف الأسود والفهود، ولكن في هذه الأنواع، انطوت التحالفات عادةً على أكثر من فردين ضمن إطار جماعي. تتأثر التحالفات لدى الأسود والفهود أيضًا بعدد الإناث المتاح، إنما بدرجة أقل.
الباحثون متحمسون لاكتشافهم هذا السلوك الجديد لكنهم يتوخون الحذر حول حجم الأهمية المعطاة له نتيجة ندرته. في الدراسة، 0.1٪ فقط من إجمالي مشاهدات ذكور اليغور تضمنت سلوكًا تعاونيًا.
يقر الفريق أيضًا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات متعددة الأجيال لإظهار ما إذا كانت هناك أي فائدة تطورية للسلوك الملاحظ حديثًا.
«الحياة السرية لليغور أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد سابقًا، لدينا الكثير لنتعلمه حول الحياة المعقدة لهذه الكائنات الغامضة».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: livescience