اتضح للعلماء أنه لم يكن من الصعب جدًا إرضاء ذوق الديناصور الشبيه بالطيور بالطعام بعد اكتشاف ودراسة قدم قارض في بقاياه المتحجرة.
منذ حوالي 120 مليون سنة، التهم طائر جارح بحجم الغراب حيوانًا ثدييًا في وجبته الأخيرة. كشفت دراسة جديدة أن الباحثين عثروا على العشاء الأخير للميكرورابتور، وهو ديناصور آكل اللحوم يشبه الطيور وله أربعة أجنحة، أثناء فحص بقاياه المتحجرة في متحف لم يكشف عنه في الصين.
تضمنت الحفرية المحفوظة جيدًا للميكرورابتور تشاويانوس قدمًا يبلغ طولها 0.39 بوصة (1 سم) لحيوان ثدي صغير (من المحتمل أنه قارض) يستريح داخل القفص الصدري الصغير للثيروبود.
وكتب الباحثون في الدراسة التي نُشرت في 20 ديسمبر في مجلة علم الحفريات الفقارية أن هذا الاكتشاف يمثل أول حالة معروفة لديناصور يلتهم حيوانًا ثديًا.
قال المؤلف المشارك للدراسة هانز لارسون، ومدير متحف ريدباث وعالم الحفريات الفقارية بجامعة ماكجيل في مونتريال في البيان: «في البداية، لم أصدق ذلك. هذه الاكتشافات هي الدليل الوحيد الذي لدينا حول استهلاك الغذاء لهذه الحيوانات المنقرضة منذ زمن طويل، وهي نادرة للغاية».
قبل هذا الاكتشاف، كان هناك 20 حالة معروفة فقط من بقايا متحجرة تحتوي على آخر وجبة ديناصور لاحم، وفقًا للبيان. وشمل ذلك الهيكل العظمي للدورلونغ وانغي، وهو نوع من الطيور الجارحة وجدت أيضًا في الصين، والتي تحتوي أمعاؤها على «طبقة مزرقة كبيرة في البطن». من بين 20 حالة، نشر العلماء أربعة أمثلة فقط (لا تشمل هذه الحالة) لمحتويات معدة الميكرورابتور.
وكتب الباحثون في الدراسة أن الاكتشاف الجديد هو أيضًا الجزء الثاني فقط من الدليل المباشر على أن الثيروبودات (مجموعة من الديناصورات ذات قدمين، ومعظمها من الديناصورات آكلة اللحوم والتيرانوصور ريكس هو أحدها) التهمت الثدييات.
اكتشف العلماء هذا الميكرورابتور، الذى يعني اسمه «الناهب الصغير»، في مقاطعة لياونينغ في تكوين جيوفوتانج في شمال شرق الصين. وجدت دراسة عام 2000 التي وصفت الحفرية في الأصل في مجلة Nature أنه على الرغم من أن التواريخ الدقيقة لحفريات تكوين جيوفوتانغ غير معروفة، لكنها تحتوي على أحافير من أوائل العصر الطباشيري (منذ 145 مليون إلى 100.5 مليون سنة).
قال لارسون: «لقد درسنا بالفعل عينات من الميكرورابتور المحفوظة مع أجزاء من أسماك وطائر وسحلية في بطونهم. يضيف هذا الاكتشاف الجديد حيوانًا ثدييًا صغيرًا إلى نظامهم الغذائي، مما يشير إلى أن هذه الديناصورات كانت انتهازية وليست آكلة انتقائية».
وأضاف: «إن معرفة أنهم لم يكونوا متخصصين في أي طعام معين هو أمر كبير لأن هذا قد يكون أول دليل على وجود آكل لحوم عام كان جزءًا من النظام البيئي الطباشيري». ووفقًا للبيان، كان من الممكن أن يكون بمثابة «عامل استقرار في النظام البيئي» مثل الثعالب والغربان في العصر الحديث.
قال لارسون: «إن معرفة أن الميكرورابتور كان آكل لحوم عام يضع منظورًا جديدًا عن كيفية عمل النظم البيئية القديمة، وإلقاء نظرة ثاقبة محتملة على نجاح هذه الديناصورات الصغيرة ذات الريش».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience