اكتشف علماء الحيوان من Trinity College Dublin، بالتعاون مع فريق بحث في إندونيسيا عدة أنواع جديدة من طيور التمير الاستوائية الملونة.
حدد علماء الحيوان نوعًا جديدًا، وهو «Wakatobi Sunbird» (Cinnyris infrenatus)الذي يعيش في جزر واكاتوبي الصغيرة وسط إندونيسيا. فحصوا أيضًا طيور التمير زيتونية الظهر وطيور التمير السوداء الأكثر انتشارًا، ووجدوا أن الطيور المسماة هكذا تنتمي في الواقع إلى أنواع متعددة غير محددة.
تحمل هذه النتائج المثيرة مجتمعةً آثارًا مهمة على فهمنا للتطور في هذه المنطقة ذات التنوع البيولوجي.
تعيش في المناطق الاستوائية من إفريقيا إلى أستراليا، تتشابه طيور التمير مع الطيور الطنانة الأمريكية وتشغل مثوىً بيئيًا مشابهًا. غالبًا ما تتمتع ذكور طيور التمير بريش لامع، مع ريش قزحي اللون أو «معدني» لامع.
لمئات السنين فحص علماء الحيوان ريش طيور التمير لتسمية النوع، وتم التعرف على أكثر من 140 منها حاليًا. ومع ذلك، باستخدام أدلة جديدة، بما في ذلك الحمض النووي وتسجيلات التغريدات والتحليلات الإحصائية لقياسات الجسم، كشف علماء الحيوان أن هذه العائلة أكثر تنوعًا مما اعتُقد سابقًا.
نُفذ هذا العمل بشكل مشترك من قبل باحثين من كلية ترينيتي للعلوم الطبيعية وجامعة هالو أوليو في سولاويزي بإندونيسيا، ونُشر في مجلة علم الحيوان التابعة لجمعية لينيان. وهذه المجلة كانت أول من نشر النظريات التطورية لتشارلز داروين وألفريد راسل والاس في عام 1858.
أعاد فريق البحث الدولي تتبع خطوات والاس بأكثر من طريقة، إذ بنى نظرياته على دراساته للحيوانات عبر جزر إندونيسيا الحالية.
قال Fionn Ó Marcaigh، المؤلف الأول في الورقة ومرشح الدكتوراه في كلية ترينيتي للعلوم الطبيعية:
«يُشار إلى إحدى النتائج الرئيسية التي توصل إليها والاس باسم «خط والاس» – وهو الحد الفاصل بين البحار العميقة والضحلة التي لم تتمكن العديد من الحيوانات من عبورها، ما أدى إلى اختلافات ملحوظة في الأنواع الموجودة على كلا الجانبين. يبدو أن طير التمير زيتوني الظهر عبارة عن استثناء، إذ عُثر عليه على طول الطريق من الصين إلى أستراليا مع خط والاس في منتصف نطاقه.
«ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسة الجديدة أن الطيور على كلا الجانبين تمثل في الواقع نوعين مختلفين، بما يتماشى مع تنبؤات والاس الأصلية. من المعروف أن التمير الأسود يخضع لقاعدة خط والاس، لكن البحث الجديد أظهر أن الطيور حول سولاويزي نوع منفصل عن النوع الموجود في غينيا الجديدة».
على الرغم من هذا الانقسام، فإن طيور التمير زيتونية الظهر تغطي نطاقًا واسعًا جدًا مقارنة بحجمها الصغير. من ناحية أخرى، فإن Wakatobi Sunbird المكتشف حديثًا يقتصر وجوده على جزر واكاتوبي الصغيرة، قبالة ساحل سولاويزي الأكبر. الجزر الصغيرة المعزولة كهذه تتمتع بعملياتها التطورية الخاصة، وغالبًا ما تنتج أنواعًا فريدة من نوعها، كما هو الحال في جزر غالاباغوس الشهيرة.
حدد العمل السابق من مدرسة الثالوث للعلوم الطبيعية نوعين من طيور العين البيضاء من نفس المنطقة، والتي اعترفت بها منظمات الحفظ الدولية كمنطقة تنوع بيولوجي رئيسية.
بالإضافة إلى تفردها الوراثي، فإن Wakatobi Sunbird يمتلك أيضًا ريشًا أغمق وتغريدات أعلى وأجنحة أقصر من طيور التمير زيتونية الظهر. ربما ساهمت أجنحتها القصيرة ببقائها وعزلتها على جزر واكاتوبي بينما كانت طيور التمير زيتونية الظهر تنتشر لمسافات طويلة فوق البحر.
«إنه لأمر مدهش وجود أنواع بانتظار أن يُعثر عليها في هذه المنطقة، والتي بدورها كانت مهمة لعلم الأحياء التطوري منذ زمن والاس. أنا سعيد لأننا أضفنا إلى قائمة الأنواع المعروفة من هذه البقعة الرائعة من العالم، هذا ما حلمت به عندما اهتممت بعلم الحيوان لأول مرة عندما كنت طفلاً. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه الدراسة فرصة رائعة للبناء على العمل الكلاسيكي بتقنيات جديدة. إنها رائعة بشكل خاص عندما نجد اكتشافات جديدة تدعم توقعات والاس الأصلية».
الدكتور ديفيد كيلي، ترينيتي، هو المؤلف الثاني على الورقة. أضاف:
«يذكرنا تحديد Wakatobi Sunbird بأن التنوع البيولوجي موجود في كل مكان. لم يُعثر على هذا الطائر في غابة مطيرة نائية، ولكن على طول هوامش البلدات والقرى المزدحمة. نأمل أن يتمكن أطفال Wakatobi من الاستمتاع بهذه الطيور المميزة لأجيال عديدة قادمة».
ترجمة: حاتم زيداني
المصدر: sciencedaily