السمندر والضفدع: هذا ما كان على العشاء.
منذ مئات الملايين من السنين، التهمت آكلات اللحوم ولائم من البرمائيات في عصور ما قبل التاريخ، وتقيّات وجبتها بعد ذلك. الآن، اكتشف علماء الأحافير قيأها ونشروا النتائج التي توصلوا إليها حول قيئها القديم.
في عام 2018، اكتشف الباحثون بقايا متحجرة لقيء محتويات معدة حيوان، والمعروفة أيضًا باسم البروماليت، أثناء التنقيب في الجزء الجنوبي الشرقي من ولاية يوتا في تكوين موريسون. تُعتبر هذه الرقعة من الصخور الرسوبية التي تمتد عبر غرب الولايات المتحدة مكانًا ممتلئًا بالحفريات التي تعود إلى أواخر العصر الجوراسي (من 164 مليون إلى 145 مليون سنة). يحتوي القسم الذي أطلق عليه علماء الحفريات المحليون «طاولة السلطة الجوراسية»، عادةً على بقايا متحجرة من النباتات والمواد العضوية الأخرى، بدلاً من عظام الحيوانات.
أفاد العلماء في دراسة نشرت في 25 أغسطس في مجلة Palaios أنه عندما عثر فريق يضم باحثين من هيئة المسح الجيولوجي في ولاية يوتا (UGS) على «كومة صغيرة مضغوطة» من البقايا المهشمة التي لا تزيد مساحتها عن ثلث بوصة مربعة (1 سم مربع)، كانوا يعلمون أنهم عثروا على شيء غريب.
قال المؤلف الرئيسي جون فوستر، أمين متحف حديقة ولاية يوتا فيلد هاوس للتاريخ الطبيعي في مدينة فيرنال: «ما أدهشنا هو هذا التركيز الصغير لعظام الحيوانات في منطقة صغيرة نسبيًا. في العادة لا توجد بقايا للحيوانات في هذا الموقع، فقط النباتات، أما العظام التي وجدناها لم تكن منتشرة بين الصخور بل تركزت في هذه البقعة الواحدة. كانت المرة الأولى التي نرى فيها العظام هناك على الإطلاق».
بحسب فوستر، في البداية، لم يعرف الفريق أنهم عثروا على قيء متحجر. وبدلاً من ذلك، اعتقدوا أنهم اكتشفوا عظامًا لمخلوق واحد (هو السمندل)، حتى «أدركوا أن هناك شيء ما خاطئ، فلا تنتمي جميع هذه العظام إلى السمند. إذا نظرنا عن كثب، فإن معظم العظام تنتمي لضفدع وسمندل واحد على الأقل. عندها بدأنا نشك في أن ما كنا نراه هو قيء حيوان مفترس».
وتشمل هذه البقايا عظام من البرمائيات، وتحديداً عظام فخذ الضفادع والسمندل، وكذلك فقرات من نوع أو أكثر من الأنواع غير المعروفة. أخيرًا، عثر العلماء على حوالي 12 شظية عظمية متجمعة معًا، جنبًا إلى جنب مع مواد خلالية من الأنسجة الرخوة المتحجرة، وفقًا للدراسة. وعلى عكس الفضلات (البراز المتحجر)، لا يكون هذا القيء مهضوم تمامًا، مما دفع الباحثين إلى تحديد أنه قيء.
على الرغم من وجود عدد من الاكتشافات المُسجَّلة للقيء في جميع أنحاء العالم، قال فوستر إن هذا هو أول مثال نجده في تكوين موريسون، واصفًا هذا الاكتشاف بأنه «فريد من نوعه». على الرغم من عدم وجود طريقة لمعرفة نوع الحيوان الذي فقد غدائه بالضبط منذ ملايين السنين، أو سبب وجوده في المقام الأول، يمكن أن يحدد المزيد من التحليل المكونات الأخرى للحيوانات المهضومة جزئيًا التي ابتلعها هذا المفترس.
قال فوستر: «نعتقد أن هذا الشيء أكثر من مجرد عظام بعض البرمائيات الصغيرة. من خلال إجراء تحليل كيميائي، يمكننا البدء في استبعاد الأمور وتحديد مكونات الأنسجة الرخوة بالضبط».
ترجمة: ولاء سليمان
المصدر: livescience