السلاحف ليست ضمن هذه القائمة.
تفتخر المملكة الحيوانية بأعمار طويلة تتجاوز بشكل لا يصدق متوسط عمر الإنسان. في حين أن البشر قد يكون لديهم «حد مطلق» يبلغ 150 عامًا، يشكل هذا الرقم مجرد غمضة عين مقارنة بالقرون وآلاف السنين التي تعيشها بعض الحيوانات، ويمكن لبعض الحيوانات حتى إيقاف أو عكس عملية الشيخوخة تمامًا.
على الرغم من وجود حيوانات برية طويلة العمر (أقدم سلحفاة مثلًا يبلغ عمرها حوالي 190 عامًا)، لكن لم يشارك أي منها في هذه القائمة، لكن جميع أبطال طول العمر الحقيقيين يعيشون في الماء. من المعمّر إلى الأكثر تعميرًا، إليك 10 من أطول الحيوانات عمراً في العالم اليوم.
- الحوت مقوس الرأس: قد يكون عمره أكثر من 200 عام
الحيتان مقوسة الرأس (Balaena mysticetus) هي أطول الثدييات عمراً. العمر الدقيق لحيتان القطب الشمالي وشبه القطبية غير معروف، لكن تثبت رؤوس الحربون الحجرية التي تصطاد بعض هذه الحيتان أنهم يعيشون بشكل مريح لأكثر من 100 عام، وقد يعيشون أكثر من 200 عام، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
تمتلك الحيتان طفرات في جين يسمى ERCC1، والذي يشارك في إصلاح الحمض النووي التالف، والذي قد يساعد في حماية الحيتان من السرطان، وهو سبب محتمل للوفاة. علاوة على ذلك، يوجد جين آخر، يسمى PCNA، يحتوي على قسم مكرر. يعمل هذا الجين على آليات نمو الخلايا وإصلاحها، وقد يكون تكراره هو السبب في إبطاء الشيخوخة.
- سمك الروغي الصخري: قد يعيش أكثر من 200 عام
سمك الروغي الصخري (Sebastes aleutianus) هو واحد من أطول الأسماك عمراً ويبلغ الحد الأقصى لعمره 205 سنوات على الأقل، وفقًا لإدارة الأسماك والحياة البرية في واشنطن. تعيش هذه الأسماك الوردية أو البنية في المحيط الهادئ من كاليفورنيا إلى اليابان. يصل طولها إلى 38 بوصة (97 سم) وتأكل حيوانات أخرى مثل الروبيان والأسماك الصغيرة، وفقًا للجنة الحياة البرية المهددة بالانقراض في كندا (COSEWIC)، وهي لجنة استشارية مستقلة تقيم حالة الأنواع المهددة بالانقراض في كندا.
- بلح لؤلؤ المياه العذبة: قد يعيش أكثر من 250 عامًا
بلح لؤلؤ المياه العذبة (Margaritifera margaritifera) هو ثنائي صدَفَة يرشح جزيئات الطعام من الماء. يعيش بشكل أساسي في الأنهار والجداول ويمكن العثور عليه في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا. أقدم بلح لؤلؤي معروف في المياه العذبة كان عمره 280 عامًا، وفقًا للصندوق العالمي للحياة البرية (WWF). تتمتع هذه اللافقاريات بعمر طويل بفضل التمثيل الغذائي المنخفض.
بلح لؤلؤ المياه العذبة من الأنواع المهددة بالانقراض. يتناقص عدد سكانها بسبب مجموعة متنوعة من العوامل المتعلقة بالبشر، بما في ذلك الأضرار والتغييرات في موائل النهر التي يعتمدون عليها، وفقًا للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
- قرش الغرينلاند: يعيش أكثر من 272 عامًا
تعيش أسماك القرش في غرينلاند (Somniosus microcephalus) في أعماق المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي. يمكن أن يصل طولها إلى 24 قدمًا (7.3 مترًا) ولديها نظام غذائي يشمل مجموعة متنوعة من الحيوانات الأخرى، بما في ذلك الأسماك والثدييات البحرية مثل الفقمات، وفقًا لمرصد سانت لورانس للقروش في كندا.
قدرت دراسة أجريت عام 2016 على أنسجة عين قرش الغرينلاند، ونشرت في مجلة Science، أن أسماك القرش هذه يمكن أن يكون لها عمر أقصى لا يقل عن 272 عامًا. قُدر عمر أكبر سمكة قرش في تلك الدراسة بحوالي 392 عامًا، واقترح الباحثون أن أسماك القرش ربما كانت بعمر 512 عامًا، حسبما ذكرت Live Science سابقًا. جاءت تقديرات العمر بدرجة من عدم اليقين، ولكن حتى أدنى تقدير والذي يبلغ 272 عامًا لا يزال يجعل أسماك القرش هذه هي الفقاريات الأطول عمراً على وجه الأرض.
- الديدان الأنبوبية: تعيش لأكثر من 300 عام
الديدان الأنبوبية هي لافقاريات لها عمر طويل في البيئة الباردة والمستقرة في أعماق البحار. وجدت دراسة نشرت عام 2017 في مجلة The Science of Nature أن ديدان Escarpia laminata، وهي نوع من الديدان الأنبوبية التي تعيش في قاع المحيط في خليج المكسيك، تعيش بانتظام لمدة تصل إلى 200 عام، وبعض العينات تعيش لأكثر من 300 سنة. تتمتع الديدان الأنبوبية بمعدل وفيات منخفض مع وجود القليل من التهديدات الطبيعية، مثل نقص الحيوانات المفترسة، مما ساعدها على التطور للحصول على مثل هذه الأعمار الطويلة.
- بطلينوس القوقعة المحيطي: قد يعيش لأكثر من 500 عام
يسكن بطلينوس القوقعة المحيطي (Arctica islandica) شمال المحيط الأطلسي. يمكن أن تعيش أنواع المياه المالحة هذه لفترة أطول من الأنواع الأخرى التي تنتشر حولها مثل بلح لؤلؤ المياه العذبة المذكورة في سابقًا في القائمة. عُثر على أحد البطلينوس المحيطي قبالة سواحل أيسلندا في عام 2006، وكان عمره 507 عامًا، وفقًا لمتحف ويلز الوطني في المملكة المتحدة. أطلق على هذا البطلينوس القديم اسم مينغ لأنه ولد عام 1499 عندما كانت أسرة مينج هي الأسرة الحاكمة في الصين (من 1368 إلى 1644).
- المرجان الأسود: قد يعيش لأكثر من 4000 عام
تبدو الشعاب المرجانية وكأنها صخور ونباتات ملونة تحت الماء، لكنها في الواقع مكونة من الهياكل الخارجية لللافقاريات التي تسمى السلائل. تتكاثر هذه السلائل باستمرار وتستبدل نفسها عن طريق إنشاء نسخة متطابقة وراثيًا، مما يؤدي بمرور الوقت إلى نمو الهيكل الخارجي للشعاب المرجانية بشكل أكبر وأكبر. لذلك، تتكون الشعاب المرجانية من كائنات متعددة متطابقة بدلاً من أن تكون كائنًا واحدًا، مثل أسماك القرش في غرينلاند أو بطلينوس القوقعة المحيطي؛ لذا فإن عمر المرجان الطويل هو نتيجة جهد جماعي.
يمكن أن تعيش الشعاب المرجانية لمئات السنين أو أكثر، لكن الشعاب المرجانية السوداء في المياه العميقة (Leiopathes sp) هي من بين الشعاب المرجانية الأطول عمراً. قُدر عمر عينات المرجان الأسود التي عثر عليها العلماء قبالة سواحل هاواي على أنها تبلغ 4265 عامًا.
- الإسفنج الزجاجي: قد يعيش لأكثر من 10000 سنة
يتكون الإسفنج من مستعمرات من الحيوانات، تشبه الشعاب المرجانية، ويمكن أن تعيش أيضًا لآلاف السنين. الإسفنج الزجاجي هو من بين أطول أنواع الإسفنج عمرًا على وجه الأرض. غالبًا ما توجد أعضاء هذه المجموعة في أعماق المحيط مع هياكل عظمية تشبه الزجاج، ومن هنا جاءت تسميتهم. قدرت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة Chemical Geology أن الإسفنج الزجاجي الذي ينتمي إلى النوع Monorhaphis chuni بلغ عمره حوالي 11000 عام. وقد تكون أنواع الإسفنج الأخرى قادرة على العيش لفترة أطول.
- قنديل بحر توريتوبيس دورني: قد يكون خالدًا
يُطلق على قنديل بحر توريتوبيس دورني «Turritopsis dohrnii» اسم قنديل البحر الخالد لأنه يستطيع أن يعيش إلى الأبد. يبدأ قنديل البحر حياته على شكل يرقات، قبل أن يثبت وجوده في قاع البحر ويتحول إلى سلائل. ثم تنتج هذه السلائل ميدوسا أو قنديل البحر. تعد قناديل بحر توريتوبيس دورني الناضجة مميزة؛ لأنها تستطيع أن تعود إلى مرحلة السلائل إذا تضررت جسديًا أو تضورت جوعًا، وفقًا للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي، ثم التطور لاحقًا إلى حالة قناديل البحر الناضجة عند تحسن الظروف.
وفقًا لمتحف التاريخ الطبيعي في لندن، يمكن لقنديل البحر، الذي يعود أصله إلى البحر الأبيض المتوسط، تكرار هذا الإنجاز المتمثل في عكس دورة حياته عدة مرات، وبالتالي يستطيع ألا يموت أبدًا نتيجة الشيخوخة في ظل الظروف المناسبة. قناديل بحر توريتوبيس دورني هي قناديل صغيرة، أقل من 0.2 بوصة (4.5 ملم)، وتأكلها حيوانات أخرى مثل الأسماك أو قد تموت بوسائل أخرى، مما قد يمنعها من تحقيق الخلود فعليًا.
- الهيدرا: قد تكون خالدة أيضًا
هي مجموعة من اللافقاريات الصغيرة ذات الأجسام الناعمة التي تشبه إلى حد ما قنديل البحر. مثل قنديل بحر توريتوبيس دورني، تمتلك الهيدرا أيضًا القدرة على العيش إلى الأبد. لا تظهر على الهيدرا علامات التدهور مع تقدم العمر. تتكون هذه اللافقاريات إلى حد كبير من خلايا جذعية، وتتجدد هذه الخلايا باستمرار عن طريق التضاعف أو الاستنساخ. لا تعيش الهيدرا إلى الأبد في ظل ظروف طبيعية بسبب تهديدات مثل الحيوانات المفترسة والأمراض، ولكن بدون هذه التهديدات الخارجية، تستطيع أن تكون خالدة.
ترجمة ولاء سليمان
المصدر: livescience