تظهر جينومات العديد من المجموعات البشرية دليلاً على أحداث مؤسسة، والتي تحدث عندما يبدأ عدد صغير من الأعضاء الأوليين مجموعة سكانية جديدة، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض التنوع الجيني بالإضافة إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض وراثية معينة في السكان الجدد. أبلغ ريمي تورنيبيز وبريا مورجاني من جامعة كاليفورنيا، بيركلي بالولايات المتحدة عن هذه النتائج الجديدة في 23 يونيو في مجلة PLOS Genetics.
قد تحدث الأحداث المؤسسة عندما يعاني السكان من انخفاض حاد في الأعداد أو عندما يستعمر عدد قليل من الأفراد بيئة منعزلة، مثل جزيرة. على الرغم من التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه الأحداث المؤسسة على جينات السكان، لكننا نعرف القليل من التفاصيل حول كيفية تشكيل هذه الأحداث لتطور البشر والأنواع الأخرى.
لفهم هذه الأحداث الماضية بشكل أفضل، طور الباحثون تقنية جديدة تسمى ASCEND تستخدم التحليل الجيني لتقدير توقيت وقوة الأحداث المؤسسة. في الدراسة الجديدة، طبقوا هذه التقنية لتحليل حوالي 460 من البشر في جميع أنحاء العالم. وجد الباحثون أن أكثر من نصف السكان الذين حللوا بياناتهم لديهم أدلة على أحداث مؤسسة حديثة، بما في ذلك معظم مجموعات الصيادين والجماعات البدوية والمجموعات الأصلية التي أخذوا العينات منها. ترتبط أحداث المؤسس هذه بالعزلة الجغرافية أو أسلوب حياة الصيد والجمع أو الممارسة الثقافية للزواج داخل المجموعة.
حلل الباحثون أيضًا حوالي 200 من مجموعات الكلاب الحديثة ووجدوا أن معظم المجموعات تظهر عليها علامات أحداث مؤسسة متطرفة. حدثت هذه الأحداث خلال الـ 25 جيلًا الماضي، بالتزامن مع بدء تربية الكلاب خلال العصر الفيكتوري، وقد تكون مرتبطة بزواج الأقارب واستخدام عدد قليل من الذكور ذوي القيمة العالية للإنجاب.
ستساعد تقنية التحليل الجديدة العلماء على تحديد المجموعات التي تعرضت لأحداث مؤسسة قوية والتي قد تكون معرضة لخطر الإصابة بأمراض وراثية معينة. غالبًا ما يخضع اليهود الأشكناز والفنلنديون، الذين عانوا من أحداث مؤسسة قوية للفحص الجيني للتعرف على استعدادهم المسبق للإصابة بأمراض وراثية معينة. وجدت الدراسة أن العديد من السكان بين الأمريكيين الأصليين وأوقيانوسيا وجنوب آسيا قد عانوا من أحداث مؤسسة أكثر تطرفًا من اليهود الأشكناز، وبالتالي قد يستفيد هؤلاء السكان أيضًا من الفحص الجيني.
يضيف ريمي تورنيبيز وبريا مورجاني: «درسنا بعض المجموعات البشرية مثل اليهود الأشكناز أو الفنلنديين على نطاق واسع في علم الوراثة السكانية وساعدنا الباحثون على تحديد العديد من الطفرات المسببة للأمراض. ومن ثم، أردنا دراسة ما إذا كان لدى مجموعات سكانية أخرى تاريخ مشابه يمكن أن يتيح مزيدًا من التقدم في علم الوراثة الطبية. لقد فوجئنا بمعرفة مدى انتشار تاريخ الأحداث المؤسسة في البشر، سواء في عينات الحمض النووي الحالية أو القديمة، مما يشير إلى أن التحقيق في المتغيرات المسببة للأمراض سيكون مثمرًا لتحديد عبء المرض وتقليله بين المجموعات المعاصرة».
ترجمة ولاء سليمان
المصدر: sciencedaily