متى يكون الإبهام ليس إبهامًا؟ عندما يكون جزءًا ممتدًا من عظم الرسغ الباندا العملاقة التي تستخدمها للإمساك بالخيزران. خلال تاريخها التطوري الطويل، لم تطور يد الباندا أبدًا إبهامًا حقيقيًا، وبدلاً من ذلك طورت إصبعًا يشبه الإبهام من عظم الرسغ، هو العظم السمسمي شعاعيًا. يساعد هذا التكيف الفريد هذه الدببة على العيش كليًا على الخيزران على الرغم من كونها دببة (أعضاء من رتبة آكلات اللحوم).
في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة Scientific Reports، قدم زياومينغ وانغ، أمين علم الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجلوس، تقريرًا عن اكتشاف أقدم أسلاف الباندا التي تأكل الخيزران والتي كانت تمتلك هذا «الإبهام». والمثير للدهشة أن إبهامها أطول من أحفادها الحديثة.
في حين أن الإبهام الكاذب المشهور في حيوانات الباندا العملاقة الحية (Ailuropoda melanoleuca) معروف منذ أكثر من 100 عام، لم يُفهم كيفية تطور عظم الرسغ هذا بسبب الغياب شبه التام لسجلات الحفريات. اكتشف العلماء إبهام زائف أحفوري من أسلاف الباندا العملاقة هي أيلوراركتوس «Ailurarctos»، في موقع شويتانغبا في مدينة زاوتونغ في مقاطعة يونان في جنوب الصين، ويعود تاريخه إلى ما قبل 6-7 ملايين سنة، مما يعطي العلماء نظرة أولية على الاستخدام المبكر لهذا الإبهام، وأول دليل على اتباع نظام غذائي من الخيزران في أسلاف الباندا، مما سيساعدنا على فهم أفضل لتطور هذا الهيكل الفريد.
يقول أمين الحفريات الفقارية في متحف التاريخ الطبيعي الدكتور زياومينج وانج «في أعماق غابة البامبو، تبادلت الباندا العملاقة نظامًا غذائيًا آكلًا للحوم والتوت، وهو نبات وفير في الغابة شبه الاستوائية ولكنه ذو قيمة غذائية منخفضة، وقد يكون إمساك سيقان الخيزران بإحكام من أجل سحقها إلى أحجام صغيرة هو التكيف الأكثر أهمية لاستهلاك كمية هائلة من الخيزران».
كيفية المشي ومضغ الخيزران في نفس الوقت
قد يساعد هذا الاكتشاف أيضًا في حل لغز الباندا الدائم: لماذا تبدو إبهامهم الكاذبة متخلفة على ما يبدو؟ بصفته سلفًا للباندا الحديثة، يُتوقع أن يكون لدى الأيلوراركتوس «إبهام» زائف أقل تطورًا، لكن اكتشف وانج وزملاؤه إبهامًا زائفًا أطول بنهاية أكثر استقامة من الإبهام الأقصر المعقوف لأحفاده الحديثين. فلماذا توقفت إبهام الباندا الزائفة عن النمو للحصول على إبهام أطول؟
يقول وانغ: «يجب على إبهام الباندا الكاذب مساعدته على المشي والمضغ. تؤثر هذه الوظيفة المزدوجة على مدى كبر حجم الإبهام».
يعتقد وانج وزملاؤه أن الإبهام الزائف الأقصر للباندا الحديث هو حل وسط تطوري بين الحاجة إلى الإمساك بالخيزران والحاجة إلى المشي. يسمح الطرف المعقوف للإبهام الثاني للباندا الحديث بالتلاعب بالخيزران مع السماح لهم بحمل وزنهم المثير للإعجاب إلى وجبة الخيزران التالية.
يقول دينيس سو، الأستاذ المساعد في كلية التطور البشري والتغيير الاجتماعي وعالم الأبحاث في معهد الأصول البشرية في جامعة ولاية أريزونا، والقائد المشارك للمشروع الذي استعاد عينات الباندا «يجب أن تكون خمسة إلى ستة ملايين سنة وقتًا كافيًا للباندا لتطوير إبهام زائف أطول، ولكن يبدو أن الضغط التطوري للحاجة إلى السفر وتحمل وزنه أبقى الإبهام قصيرًا بما يكفي ليكون مفيدًا بدون أن يكون كبيرًا بما يكفي».
يقول وانج: «تطورت الباندا من أسلاف آكلة اللحوم وأصبحت معتمدة على الخيزران بشكل خاص، ويجب بذلك أن تتغلب على العديد من العقبات. وكان إبهام عظم الرسغ تطور مدهش ضد هذه العقبات».
مؤلفو هذه المقالة تابعون لمتحف التاريخ الطبيعي في مقاطعة لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد علم الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم، والأكاديمية الصينية للعلوم، بكين، الصين، وجامعة ولاية أريزونا، تيمبي، أريزونا، الولايات المتحدة الأمريكية، وجامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة بارك، بنسلفانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهد كونمينغ لعلم الحيوان، الأكاديمية الصينية للعلوم، كونمينغ، الصين، ومعهد يونان للآثار الثقافية وعلم الآثار، كونمينغ، يونان، الصين، وجامعة هارفارد، كامبريدج، ماساتشوستس، الولايات المتحدة الأمريكية.
التمويل من قبل مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، ومؤسسة يونان للعلوم الطبيعية، والمؤسسة الوطنية للعلوم الطبيعية في الصين، وحكومتَي زاوتونغ وزاويانغ، ومعهد الحفريات الفقارية وعلم الإنسان القديم.
ترجمة ولاء سليمان
المصدر: sciencedaily