يأتي مصطلح التدرجية من الكلمة اللاتينية (Gradus) بمعنى (درجة)، وهو فرضية أو نظرية أو معتقد يقول بأنّ التغيير يحدث تدريجيًا أو أنّ التنوّع تدريجي في الطبيعة، وبأنّه يحدث بمرور الوقت وليس باتباع خطوات الكبيرة. وتعتبر معتقدات الوتيرة الواحدة، والتدريجية، والإصلاحية مفاهيمًا مماثلة.
الجيولوجيا والبيولوجيا
التدرجية في العلوم الطبيعية هي النظرية التي ترى أن التغير الجذري هو المنتج التراكمي للعمليات البطيئة والمستمرة، وغالبًا ما تُعاكس التدرجية من قبل نظرية الكارثة أو الكارثية. اقتُرِحَت النظرية في عام 1795 بواسطة عالم الجيولوجيا الإسكتلندي جيمس هوتون، ثم دُمِجَت لاحقًا في نظرية الوتيرة الواحدة لتشارلز لايل. طُبِّقَت معتقدات كلتا النظريتين في البيولوجيا وشكّلت أساس نظرية التطور المبكرة.
تأثر تشارلز داروين بكتاب مبادئ الجيولوجيا للايل، الذي شرح كلًا من منهجية ونظرية الوتيرة الواحدة. توصّل داروين باستخدام نظرية الكارثة إلى أنّ العملية التطورية لا بُدَّ أن تحدث بشكل تدريجي، وليس عبر التطور القافز، لأنّنا لا نلاحظ التطور القافز في الوقت الحالي، إضافةً إلى ذلك، من الأكثر ترجيحًا ألا يتم انتقاء الانحرافات الشديدة عن النمط الظاهري المعتاد.
غالبًا ما يتم الخلط بين مفهومي التدرجية والتدرج السلالي، وهو مصطلح صاغه ستيفن جاي غولد ونايلز إلدريدج ليتناقض مع نموذج التوازن النقطي خاصتهم، والذي هو تدريجي بحد ذاته، لكنه يقول أنّ التطور -في المعظم- يتّسم بفترات طويلة من الاستقرار التطوري (الركود التطوري)، تتخللها حالات نادرة من التطور المتفرع.
التدرج السلالي
التدرج السلالي هو نموذج للتطور يقول أنّ معظم عمليات الانتواع بطيئة، مطردة، وتدريجية؛ يحدث التطور عادةً بالتحول المطرد لنوع كامل إلى نوع جديد (من خلال عملية تسمى التخلق التجددي). لا يوجد خط واضح بحسب هذه الرؤية لترسيم الحدود بين الأسلاف والأنواع المنحدرة ما لم يحدث الانفصال.
التدرج النقطي
يعني التدرج النقطي مرور النوع بركود نسبي على مدى جزء كبير من مدته الإجمالية، مع خضوعه لتغير مورفولوجي دوري سريع نسبيًا لا يؤد إلى تفرّع النسب، هو أحد فرضيات التطور المكروي، وهو أحد النماذج الثلاثة الشائعة للتطور.
ينص النموذج الفيلوجيني–وهو النموذج التقليدي لعلم الأحياء القديمة- على تطور الصفات ببطء دون أي ارتباط مباشر مع الانتواع، بينما تدعي الفكرة الأحدث نسبيًا والأكثر إثارةً للجدل للتوازن النقطي أنّ التغيرات التطورية الكبرى لا تحدث مع الزمن وعلى التدريج، وإنّما عند المرور بأحداث سريعة نادرة محددة من الانتواع المتفرع. يقع التدرج النقطي في مكان ما بين التدرج السلالي والتوازن النقطي. وينص على أنّ الانتواع ليس ضروريًا لتتطور السلالة بسرعة من توازن إلى آخر، ولكنها قد تظهر انتقالات سريعة بين حالات مستقرة طويلة.
تم نقل المقال بالتصرف من ويكيبيديا بالتصرف.
اقرأ أيضًا: القدرة التطورية