كشفت دراسة جديدة من جامعة ستيرلينغ أسرار النحل سارق حبوب اللقاح، حيث يأخذ حبوب اللقاح من الأزهار ولكن يفشل في التصرف كمُلقِّح فعال، مما يُشكِّل تهديدًا لأنواع معينة من النباتات.
تحتاج الأزهار عادةً للكائنات المُلقِّحة كالنحل، وذلك لجمع ونقل حبوب اللقاح لإخصاب الزهور الأخرى وتحريك عملية إنتاج البذور والثمار. تعرض الأزهار مواردها كالرحيق والزيوت وحبوب اللقاح، وذلك لجذب المُلقحات في المقابل.
إلا أن بعض الأنواع من النحل تتصرف كلصوص حيث تأخذ حبوب اللقاح التي تعد مصدرًا حيويًا للبروتين للنحل الصغير، دون أن توفر خدماتها من التلقيح للنباتات.
طبقًا للدراسة، فإنه حتى النباتات التي تكيفت مع التهديد الذي يُشكَّل عليها قد تعاني أيضًا من المستويات العالية للغاية من سرقة اللقاح.
يقول عالم الأحياء التطورية بجامعة ستيرلنغ د. ماريو فاييخو: »إنه سباق التسلح التطوري بين النباتات والنحل. تمتلك بعض النباتات بِنيات مُحصَّنة تسمى المتك، حيث تحتفظ فيها بحبوب اللقاح خلف جدار سميك. والطريقة الوحيدة لفتح خزائن اللقاح هذه هي عن طريق ثقوب مسامية صغيرة في أعلاها.
على الرغم من ذلك، تكيف بعض أنواع النحل كالنحل الطنان بإنتاج اهتزازات عالية التردد لمواجهة ذلك والحصول على اللقاح، وهي عملية تعرف بـ (التلقيح بالطنين-buzz pollination.)
يتابع د. ماريو: »بالنظر لنبات ملقح بأسلوب الطنين يسمى buffalo-bur، وجدنا أن ما يزيد على 80% من النحل يزور زهوره جامعًا اللقاح ولكن يفشل في الاتصال بأعضاء الزهرة الأنثوية، لذا يساهم قليلًا –ولو كان بأي شيء- في إنتاج البذور.«
رغم أن سرقة الرحيق بين النحل هي أمر معروف، ولكن تمت إقامة دراسة على انتشار سرقة اللقاح، أو على العوامل التي تحدد ما إذا كانت النحلة ستصبح مُلقِّحة فعالة أم سارقة لقاح.
أظهرت الدراسة أن النحل الذي يتصرف كسارق للقاح هو أصغر حجمًا، ويمكث مدة أطول على كل زهرة، ويزور زهورًا قليلة في كل جولة. بينما يميل الملقح الشرعي إلى أن يكون أكبر حجمًا، وأن يكون نحلًا طنان حيث يزور زهورًا كثيرة في نباتات عديدة، ويميل لمساعدة النباتات على نشر لقاحها على نطاق أوسع.
تقول طالبة الدكتوراة السابقة في جامعة ستيرلنغ، ليزلي سوليس: »حجم النحلة هو المفتاح المُحدِّد لما إذا كانت ستصبح سارقة لقاح أم لا. تعمل زهور نبات Buffalo-bur كآلية قفل ومفتاح لضمان أن النحلة تجمع وتودع اللقاح في أجزاء جسم الزهرة الصحيحة. تفشل النحلات الصغيرة في الاتصال بأعضاء الزهرة الأنثوية بينما لا تزال تأخذ حبوب اللقاح بعيدًا لإطعام يرقاتها.«
تمت هذه الدراسة في المكسيك، حيث وُجِد أن نحل العسل الأوروبي المُقدَّم في الدراسة هو الشائع بشكل خاص في سرقة اللقاح، مما قد يحمل تداعيات مهمة للنباتات الملقحة بالطنين في المناطق التي يتنافس فيها نحل العسل مع النحل المحلي.
يقول د. فاييخو: »إذا ما حلَّ نحل العسل محل الملقح المحلي، فإن تكاثر هذا النوع والأنواع الأخرى من النباتات الملقحة بالطنين قد يكون في خطر.
انحدار الشعوب الطبيعية من النحل حول العالم، جنبًا إلى جنب مع التمدد للمُلقحات غير المحلية قد يحملان تداعيات مهمة على المستقبل التطوري للنباتات المتخصصة بالتلقيح بالطنين.«
تم نقل المقال من مجلة الباحثون المصريون بالتصرف.
اقرأ أيضًا: الدورة النزوية.. بديل الدورة الشهرية لمعظم الثدييات