يدرك أولئك الذين يعانون من الربو أو حساسية الأنف « حمى القش » كم الخوف الذي يصاحب الربيع. وعلى الرغم من أن هناك نظريات تحاول تفسير ظهور هذه الأنواع من الحساسية، تشير دراسة جديدة إلى أن بإمكاننا لوم الهومو سابين « Homo sapiens » الذي تزاوج مع النياندرتال « Neanderthals » قديمًا. حيث يحتوي جهازنا المناعي على ثلاث جينات من المحتمل أنها تحمل أصل نياندرتالي، تعمل هذه الجينات على التأكد من أننا نحمل جهازاً منيعاً ضد الجراثيم.
توصّل الباحثون بمعهد ماكس بلانك بألمانيا إلى هذا الاستنتاج بتفقدهم قاعدة البيانات التي تحتوي الحمض النووي البشري لجينات الأنظمة المناعية والتي تقابل تلك الموجودة في الحمض النووي الذي تم استخراجه من عظام نياندرتال. كانت النتيجة وجود جينين مناعيين في البشر – خاصةً الغير أفريقيين – والتي من المحتمل أنها انتقلت نتيجةً لتزاوج البشري الحديث مع النياندرتال.
وعلى الرغم من وجود من 1 إلى 6 % من الجينات البشرية ذات أصل نياندرتالي، فإن هذا الاكتشاف يقترح أن الجهاز المناعي للبشريّ الحديث قد تطور نتيجة هذه العلاقة مع النياندرتال – بالجينات الغريبة -. ولكن هناك من يرى من الباحثين أن هذه الجينات النياندرتالية تعد عيبًا لأنها جعلت الجهاز المناعي البشري مفرط النشاط مثل ما يحدث عند الاحتكاك بحبوب اللقاح أو العشب لذوي الحساسية. وباختصار فإن هذه المغامرة الجنسية مع النياندرتال لعبت دورًا أيضًا في نشوء أنواع من الحساسة كالربو على سبيل المثال. والمرة القادمة التي تعاني فيها من نوبة حساسية أو ربو تذكر أن أجدادنا البشر هم من ارتكب هذه الغلطة التي تدفع ثمنها الآن.
تم نقل المقال من مجلة الباحثون المصريون بالتصرف.
اقرأ أيضًا: الشريان الأوسط: هل يطور الجسد البشري شريانًا جديدًا في الساعد؟