إذا كنت قد تساءلت يومًا لماذا تتصرف قطتك بالطريقة التي تتصرف بها، فلا داعي لمزيد من التعجب.
كما يعرف أي شخص قضى وقتًا مع القطط، فإن رفيقاتنا الهررة غامضة بدرجة تفوق كثيرًا غموض أفراد العائلة الفروية الآخرين. هنا، يعرض جون برادشو –مؤلف كتاب “شعور القطط” Cat Sense (Basic Books، 2013(- مجموعةً من الأسئلة التي أرسلها محررو دورية “ساينتفك أمريكان” Scientific American ومتابعو تويتر حول العديد من السمات الغريبة للقطط. وبرادشو هو زميل زائر في كلية العلوم البيطرية بجامعة بريستول في إنجلترا، حيث يدرس سلوك القطط والكلاب ورفاهتها، بالإضافة إلى تفاعلاتها مع البشر.
هل القطط مستأنسة أقل من الكلاب؟ وهل تصبح مستأنسة أكثر بمرور الوقت؟
تشبه القطط أسلافها البرية أكثر بكثير مما تشبه الكلاب الذئاب، لذا فإن الكلاب بهذا المعنى تكون مستأنسةً أكثر من القطط. ونظرًا إلى أن القطط تكيفت على الحياة إلى جانب البشر، فقد أصبحت أكثر اجتماعيةً بعضها مع بعض، وأكثر قبولًا للناس، لكن لا يوجد دليل على أنها تغيرت أكثر من ذلك على مدار بضعة آلاف مضت من السنين.
هل ستتطور القطط التي تأكل اللحوم إلى أكل مجموعة أكثر تنوعًا من الأطعمة، مثلما تفعل الكلاب؟
تنتمي القطط والكلاب إلى مجموعة من الثدييات تُعرف بآكلات اللحوم Carnivora، وكانت أسلاف كلا النوعين تتغذى في الأساس على اللحوم. وتشير تحليلات الحمض النووي التي أُجريت مؤخرًا إلى أن الكلاب اكتسبت على مدار تطورها نسخًا أكثر من الجين المعروف بجين أميلاز، الذي يفرز إنزيمًا يساعد على هضم النشا. وقد سمح امتلاك نسخٍ أكثر من هذا الجين للكلاب بتناول أنواع أكثر من الطعام. وعلى النقيض، فقدت عائلة القطط –المعروفة باسم Felidae– الجينات التي تشفر العديد من الإنزيمات الأساسية -بما في ذلك تلك التي تصنع فيتامين “أ” والبروستاجلاندينات والحمض الأميني تورين– في مرحلة مبكرة من تطورها. وبينما تستطيع الكلاب (والبشر) بناء هذه المواد من السلائف النباتية، يتعيَّن على القطط الحصول عليها من اللحوم. ولتوسيع النظام الغذائي للقطط، سيكون عليها تطوير سمات فسيولوجية تسمح لها بتركيب هذه المواد ومغذيات أساسية أخرى من الأطعمة النباتية. ولم تظهر هذه القدرة خلال 10 ملايين سنة من تطوُّر القطط، لذا يبدو من غير المحتمل أن تظهر تلقائيًّا في القطط الأليفة التي نربيها في منازلنا.
لماذا تخرخر القطط؟
تخرخر القطط لأن لديها ما تقوله، والذي يمكن ترجمته تقريبًا إلى “من فضلك، ابق ساكنًا، وانتبه إليَّ”. وتخرخر القطط الصغيرة لإقناع أمهاتها بالاستمرار في إرضاعها ورعايتها، وتخرخر القطط الأليفة عندما تريد المداعبة. ولا شك أن الاهتزازات المنبعثة عن الخرخرة يكون لها تأثير مهدئ على الناس. غير أن القطط المريضة تخرخر أيضًا كصرخة استغاثة. لذلك، فإن الخرخرة لا تعني دائمًا “أنا سعيد”. وقد زعم بعض الباحثين أن الاهتزازات الناجمة عن الخرخرة قد تساعد في شفاء تَضرُّر العظام لدى قطة مصابة.
كيف تخرخر القطط؟
الخرخرة صوت غير معتاد ينتج عن صلصلة الأحبال الصوتية معًا بدلًا من هزها عن طريق دفع الهواء من خلالها، وهي الطريقة التي تنتج بها القطط -والبشر- جميع أصواتها الأخرى. ولهذا السبب تستطيع القطط الخرخرة في أثناء الشهيق والزفير. وتستطيع معظم أنواع القطط البرية الخرخرة، بما في ذلك الفهد الصياد. ويستثنى من ذلك القطط الكبيرة –مثل الأسد والنمر والنمر المرقط– التي تطورت حناجرها بحيث يمكنها الزئير.
لماذا تمتلك القطط المنزلية أصواتًا كثيرةً للغاية مقارنةً بالقطط البرية؟
القطط المنزلية أكثر إزعاجًا من القطط البرية، رغم أنها تمتلك أصواتًا أقل من بعض الأنواع الأخرى. فعلى سبيل المثال، تمتلك قطط الغابات الآسيوية بضعة أصوات إضافية ليست ضمن مخزون أصوات القطط المنزلية، وهما صوت “آو” وصوت “القرقرة”. أما الصوت المميز للقطط المنزلية، وهو صوت “المواء”، فلا يكاد يُسمَع في مستعمرات القطط البرية، إلا في بعض الأحيان عندما تتواصل القطط الأمهات مع صغارها. وتراقب القطط البرية بدأب مجيء وذهاب بعضها، لذا فهي لا تحتاج إلى الإعلان عن حضورها صوتيًّا. لكن القطط التي تعيش مع البشر تتعلم أن المواء وسيلة جيدة لجذب انتباهنا؛ فقططنا الأليفة تجدنا في الغالب نحدِّق في كتاب أو شاشة، فتلجأ إلى المواء كوسيلة للفت انتباهنا. وتطور بعض القطط المنزلية “لغة خاصة” من المواء لا يفهمها سوى مَن يقتنونها؛ إذ تدل كل إشارة صوتية على شيء مختلف يحتاج إليه القط. كما تشتهر بعض السلالات بأنها ثرثارة، وبصفة خاصة القطط السيامي.
هل تفكر القطط في أصحابها كآباء؟ أو كإخوة؟ أو كأصدقاء؟
عندما تحك القطط أجسامها في سيقاننا لتُحيِّيَنا، فهي تُظهر لنا أنها تعتبرنا ودودين، لكن، في الوقت نفسه، متفوقين عليها قليلًا. وعندما تعيش القطة وسط عائلة من القطط، تحك الصغار أجسامها في أمهاتها، والإناث في الذكور، والقطط الأقل حجمًا في القطط الأكبر حجمًا. ونادرًا ما يحدث العكس، وهو ما يدل على اختلال طفيف في توازنات القوى في كل علاقة من هذه العلاقات.
كيف يمكنك أن تجعل قطة تحبك؟
تشعر القطط بعاطفة طبيعية تجاه مَن يطعمونها ويعتنون بها ويلعبون معها، رغم أنها لا تُبدي ذلك بوضوح دائمًا. لكن الفوز بثقة القطط يمكن أن يكون أصعب؛ لأن بعض القطط تكون عصبية. وتتمثل إحدى الحيل لكسب هذه الثقة في أن تسمح للقطة دائمًا بالاقتراب منك، بدلًا من أن تفرض نفسك عليها عندما تود ذلك. وعندما تقترب القطة، كافئها بقليل من الهدايا، واتركها ترحل بمجرد أن ترغب في ذلك. وستجد في كل مرة أنها تأتي إليك بعد وقت أقل، وتبقى مدةً أطول قليلًا.
لماذا تعض القطط أحيانًا أو تخدش الشخص الذي يداعبها فجأة؟
ربما تكون قد فاتتك الإشارات التحذيرية بأن القطة قد تلقت ما يكفي من المداعبة. فبعض القطط، حتى لو كانت تستمتع بالمداعبة، تتعب منها بسرعة كبيرة. ويمكن أن تدل الآذان المسطحة وارتعاشة خفيفة للذيل على أنها قد نالت كفايتها. إذا كان لديك مثل هذه القطة، فحاول أن تتوقف عن مداعبتها كل بضع ثوانٍ، ودعها تبتعد إذا كانت تريد ذلك.
هل يمكن أن تشعر القطط بالغيرة؟
أثبتت الأبحاث أن الكلاب يمكن أن تشعر بالغيرة، لذا، فإن القطط أيضًا يمكن أن ينتابها هذا الشعور. وبالنسبة لكلا النوعين، تمثل الغيرة عاطفةً لحظيةً يشعرون بها عندما يرون شخصًا آخر يحظى بالانتباه الذي يتوقون إليه، لكنهم لا يتذكرون هذه الغيرة بمجرد مرور هذه اللحظة. فكما هو الحال في الكلاب، تمتلك القطط مفهومًا محدودًا للوقت، إذ يمكنها أن تتعلم التمييز بين الفترات الزمنية المختلفة، ولكن فقط عندما تقتصر هذه الفترات على بضع ثوان. أما التفكير في الماضي الأكثر بُعدًا فربما يقع خارج حدود قدراتها.
هل تتذكر القطط أشخاصًا مختلفين، أم تتذكر الأشخاص الذين تراهم يوميًّا فحسب؟
لم يدرس العلماء هذه السمة بصورة مباشرة، لكن يبدو أن القطط تنسى القطط الأخرى بمجرد أن تنفصل عنها لفترة طويلة، لذا ربما ينطبق الأمر نفسه على الأشخاص أيضًا. أما الكلاب، التي يمثل لها البشر أهميةً أكبر بكثير، فيمكنها أن تتذكرهم برائحتهم لعدة أشهر، وربما سنوات.
هل تعني ألوان الفراء وأنماطه سمات شخصية معينة في القطط؟
يعتقد أصحاب القطط عادةً أن لون الفراء يمكن أن يدل على شخصية حيوانهم الأليف، لكن ما من دليل على أن هذا صحيح بصفة عامة. أما على المستوى الفردي، فيمكن لذكر ناجح للغاية أن ينجب الكثير من القطط التي تشبهه وتتصرف مثله بسبب جيناتهم المشتركة، وهو ما قد يفسر كيف ربط الناس بين لون الفراء وشخصية الحيوان. ومن بين القطط ذات الأصول الجيدة، تمتلك أنواع السلالات الرئيسة شخصيات مميزة؛ فما يسمى بالسلالات الشرقية تميل إلى أن تكون نشيطةً للغاية، أما القطط الغربية فتكون أكثر هدوءًا. وتُبدي القطط المهجنة من قطط مستأنسة وقطط برية سمات شخصية أقوى خاصة بالسلالة. فعلى سبيل المثال، تميل القطط البنغالية، التي تمثل هجينًا بين القطط المنزلية وقطط النمر الآسيوي، إلى أن تكون مغامِرة وجريئة للغاية، وتقضي في النوم حوالي نصف الوقت الذي تقضيه القطة المنزلية العادية.
لماذا تحضر القطط صيدها إلى أصحابها؟
من المُغْري أن ننظر إلى تلك الفرائس على أنها هدايا من رفاقنا القطط، لكنها ليست كذلك. فالقطط تأخذ فرائسها إلى مكان آمن قبل أن تأكلها. وإذا تَصادَف أن هذا المكان هو المطبخ، أو قريبًا منه، فإنها تتذكر تلقائيًّا حينها أن طعام القطط التجاري أشهى من الفئران، لذا تترك صيدها هنا أو هناك.
لماذا تضرب القطط الأشياء لتُسقِطها عن الطاولات والأرفف؟
بعض القطط تكون خرقاء أكثر من غيرها، ولا تعني لها الممتلكات المادية شيئًا. وتُسقِط قططٌ أخرى الأشياء عن الحافة ببساطة من أجل جذب انتباه أصحابها. وفي بعض الأحيان يبدو أنها تفعل ذلك لتسلية نفسها، أو لأنها تعلمت أن هذه لعبة يستمتع بها أصحابها.
هل القطط التي تعيش داخل المنازل تعاني من عدم القدرة على الخروج؟
إذا قضت القطة حياتها في مكان مغلق، فإنها على الأرجح لا “تفتقد” ما لم تجربه من قبل قَط. أما القطط التي تعيش في أماكن مفتوحة ويتم حبسها فجأةً فتعاني من التوتر. ويجب منح القطط التي تعيش في أماكن مغلقة كثيرًا من التحفيز. وتُعد ألعاب الصيد التي تُستخدم فيها ألعابٌ على شكل فرائس تحفيزًا مثاليًّا.
لماذا تقرر القطط فجأة في بعض الأحيان أن تركض بجنون دون سبب واضح؟
يمكن أن تشعر القطط بالإحباط إلى درجة كبيرة إذا أصيبت بالسأم أو شعرت بالتوتر، ربما لرؤية منافس عبر النافذة. في مثل هذه الظروف، يمكن أن تدفع أقل حركة –ربما مجرد ذرة غبار عالقة في شعاع ضوء– بالقط إلى الركض. ويمكن أن تساعد جلسات لعب منتظمة في تبديد كل هذه الطاقة وتخفيف التوتر.
لماذا تحب القطط الدخول إلى الصناديق، بما في ذلك تلك التي تبدو صغيرة جدًّا؟
تحب القطط أن تشعر بالحماية، خاصةً عندما تعتزم النوم، ويمكن أن تقدم الصناديق الكرتونية المصنوعة من الورق المقوى مكانًا مثاليًّا لنوم آمن. ومع ذلك، لا تزال الأسباب التي تجعل بعض القطط تفضل الصناديق الصغيرة للغاية عن الصناديق المناسبة غامضة.
لماذا تتسلق القطط إلى ارتفاعات تخاف بعد ذلك من القفز منها؟
نظرًا إلى أن مخالب القطط تتجه للخلف، فإنها تكون مفيدةً أكثر بكثير عند تسلُّق الأشجار منها عند النزول. (يمتلك قط المارجاي –وهو قط يعيش في أشجار أمريكا الجنوبية– كاحلًا ورسغًا ذا مفاصل مزدوجة تسمح له بالنزول بسهولة الصعود نفسها). وقد تصعد القطط عديمة الخبرة أو التي تشعر بالخوف إلى ارتفاعات أعلى مما يجب، لكنها تنجح عادةً في النزول منها في نهاية المطاف؛ لأنها تمتلك رد فعل يمكِّنها من السقوط بأمان حتى من الارتفاعات الكبيرة. فالقطط تمد أرجلها الأربع جميعًا إلى الجوانب، حتى يشكِّل الجلد الفضفاض في بطنها مظلةً من نوعٍ ما. وبعد ذلك، قبل جزء من الثانية من الوصول إلى الأرض، تدفع أقدامها إلى الأسفل وتقوِّس ظهرها لتقليل صدمة الهبوط.
لماذا تنجذب بعض القطط بجنون إلى النعناع البري، في حين لا يُبدي البعض الآخر استجابةً على الإطلاق؟
تمثل الاستجابة للنعناع البري لغزًا غامضًا؛ لأنها تتألف مما يبدو أجزاءً عشوائيةً من اللعب (الانقضاض والإمساك بالمخالب)، والتواصل الاجتماعي (حك الخدود)، والسلوك الجنسي الأنثوي (مثل التقلب على الظهر). ويبدي الكثير من أنواع القطط هذه الاستجابة لعشب النعناع البري، ومنها الأسد، والنمر، والفهد، والوشق. ولكن لا يُبدي كل أفراد هذه الأنواع الاستجابةَ ذاتها؛ لأنها تخضع لجين واحد لا يحمله سوى حوالي ثلثي القطط ]انظر عنوان: “سحر النعناع البري” أدناه[. ومع ذلك، ما من دليل على أن القطط التي تتجاهل النعناع البري تعاني قُصورًا فيما يتعلق باللعب، أو التواصل الاجتماعي، أو الجنس. وقد تكون الاستجابة للنعناع البري مجرد حادثة تطورية.
لماذا تلعق القطط الحقائب البلاستيكية، وأسلاك الكهرباء، والمواد غير الغذائية الأخرى، وتمضغها؟
لاحظ الأطباء البيطريون استساغةً غير صحية في بعض القطط للمواد البلاستيكية، لكنهم لم يقدموا لذلك تفسيرًا مقنعًا قط. ربما كانت القطط تحاول تخفيف حدة التوتر. فمن بين سلالات القطط الشرقية، تمص القطط البالغة عادةً المنسوجات –خاصةً الصوف- وتمضغها وتأكلها استجابةً للشعور بالتوتر. كما أن الهررة الصغيرة من جميع الأنواع، التي تُفطَم قبل الأوان، قد تكتسب عادةَ رضاعةِ البطانية، وعادةً ما تخرخر وتفرك بمخالبها الأمامية في الوقت نفسه، كما لو كانت البطانية هي الأم.
لماذا تمضغ القطط فراءها؟
لهذا السلوك سببان محتملان: الأول هو حكة في الجلد، ربما بسبب البراغيث أو طفيليات أخرى، أو بسبب الحساسية. لكن التنظيف المبالغ فيه والدائم لبقعة معينة، أو نزع كتل من الفراء يمكن أن يدلَّا أيضًا على وجود توتر مزمن، ربما بسبب صراع مع قطة أخرى في المنزل أو في الحي.
لماذا تشبه رائحة أقدام القطط أحيانًا رائحة رقائق التورتيلا؟
تنتج هذه الرائحة في الغالب عن التهاب جلدي فطري طفيف وشائع، وهذا يشبه ما يحدث لأقدام الرياضيين من البشر. وقد تحمل أقدام الكلاب أيضًا هذا الفطر.
لماذا لا تستطيع القطط المنزلية تحمُّل غياب الطعام لفترة طويلة، على عكس أبناء عمومتها من القطط الكبيرة؟ فهي تصاب بمرض الكبد الدهني في غضون بضعة أيام.
جميع القطط –صغيرة كانت أم كبيرة– يمكن أن تعاني من مرض الكبد الدهني، إذ تتراكم الدهون التي تفرزها أجزاء الجسم الأخرى في الكبد، وتعوق قدرته على أداء وظائفه الأساسية، مثل تجديد خلايا الدم الحمراء. يمكن أن تحدث هذه الحالة من جَرَّاء الإصابة بالسرطان، أو داء السكري، أو أمراض الكلى، لكنها يمكن أن تحدث أيضًا بسبب عدم تناول القطة الطعام لسبب أو لآخر (يعتبر التوتر سببًا شائعًا في القطط الأليفة). ويحدث هذا المرض بسرعة أكبر في القطط السمينة، لذلك فهو على الأرجح أقل شيوعًا في أنواع القطط الكبيرة؛ لأنها تعيش في البراري، ومن ثَم فمن غير المرجح أن تعاني من زيادة الوزن.
لماذا تكون القطط دائمًا شديدة القلق بشأن الطعام وصناديق القمامة؟ ولماذا تكون شديدة الحساسية تجاه أي تغيير في الروتين؟
القطط لديها متطلبات غذائية أكثر صعوبةً وانتقائيةً بكثير من الكلاب، لذا فإنها تكون حريصةً بشأن ما تأكله. أيضًا، كانت أسلافها –بوصفها تصطاد منفردة– تستطيع تناوُل الطعام في الوقت المناسب لها. وعلى العكس من ذلك، تنحدر الكلاب من الذئاب التي تصطاد في جماعة، والتي تطورت لتأكل بسرعة حتى تتمكن من أخذ نصيبها من الفريسة. تفضل القطط أيضًا إخفاء برازها، حتى لا يدل على مكانها للفريسة أو للحيوانات المفترسة، ومن ثم فهي تُحجِم عن استخدام صناديق القمامة القذرة. وتفوق القطط الكلاب بكثير في حساسيتها تجاه أي تغيير في بيئتها؛ لأنها حيوانات تستمد إحساسها بالأمان من المكان الذي تعيش فيه. وهذا هو السبب الذي يجعل القطط تحاول العودة إلى بيت صاحبها السابق في الأسابيع القليلة الأولى التي تعقب الانتقال من منزل إلى آخر.
هل يمكن حقًّا أن تأكل القطط جثث أصحابها في بعض المواقف؟
إذا كانت القطط تموت من الجوع حرفيًّا، فإنها (وكذلك الكلاب) ستأكل أي شيء متاح. ولكنني على يقين من أنها لا تقصد أي إساءة!
سحر النعناع البري
هل تساءلت من قبل لماذا تُبدي بعض القطط سلوكًا غريبًا عندما ترى نبات النعناع البري؟ إنها تتصرف كأنها قطة أنثى مستثارة جنسيًا؛ فربما تفرك رأسها وجسمها في العشبة، أو تقفز، وتتدحرج وتصدر أصواتًا ويسيل لعابها. وتستمر هذه الاستجابة مدةَ عشر دقائق تقريبًا، بعدها تصبح القطة مقاوِمةً لتأثيرات النبتة لمدة 30 دقيقة تقريبًا. وتُعَد هذه الاستجابة للنعناع البري وراثية؛ فحوالي 70% من القطط تُبدي هذا السلوك في وجود هذا النبات، رغم أنه لا يؤثر في القطط الصغيرة حتى يصل عمرها إلى حوالي ستة أشهر وتبدأ مرحلة النضج الجنسي.
تستجيب القطط ذات القابلية الوراثية لزيت متطاير يوجد في جذوع وأوراق نبات “النابطة الهرية” Nepeta cataria وأنواع أخرى من “النابطة”، وهي من عائلة النعناع. وعندما يدخل الزيت –الذي يسمى “نيبيتالاكتون” nepetalactone– إلى النسيج الأنفي للقطة، يبدو أنه يرتبط بالبروتينات التي تحفز الخلايا العصبية الحسية. وتثير هذه الخلايا العصبية بدورها استجابةً في الأعصاب الموجودة في البصلة الشمية في الدماغ، والتي تصل إلى مناطق متعددة في الدماغ، بما في ذلك اللوزة (مجموعتان عصبيتان في أسفل الفص الصدغي يُحدثان الاستجابات العاطفية للمحفزات)، والوطاء (“الغدة الرئيسة” في الدماغ)، والتي تُعرف بأنها تؤدي دورًا في تنظيم كل شيء من الجوع إلى العواطف.
ويغيِّر الوطاء -الذي يعمل من خلال الغدة النخامية- المستويات الهرمونية لتحفيز استجابة شبيهة بالاستجابة الجنسية. وبعبارة أخرى، تستجيب القطة في الأساس للزيت كما لو كان فيرمونًا منبعثًا من قطة أخرى. ويعتبر النعناع البري غير مسبب للإدمان وغير ضار على الإطلاق بالقطط. – رامونا ترنر
رامونا ترنر طبيبة بيطرية ممارسة في فريسنو، كاليفورنيا.
كن باحثًا متخصصًا في دراسة القطط
يمكن لمحبي القطط في جميع أنحاء العالم مساعدة الباحثين على فهم عقلية القطط على نحو أفضل ومساعدة القطط على أن تحيا حياةً أكثر سعادةً وصحة. يمكنك مراجعة مشروعات علوم المواطنين التالية. في بعض الحالات، لا تحتاج إلى العيش مع قطة للمشاركة.
تابع قطتك
جامعة ولاية نورث كارولاينا، Movebank.org ومتحف نورث كارولاينا للعلوم الطبيعية
هل تعيش مع قطة تخرج من المنزل؟ لا يعرف الباحثون سوى القليل جدًّا عن الأماكن التي تذهب إليها القطط عندما تغادر المنزل، وأقل منه عن أسباب ابتعاد البعض عبر الطرق المفتوحة وبقاء البعض الآخر في أماكن قريبة. في هذا المشروع، قم بإعداد جهاز GPS لتتبع القطط، واكتشف أين تذهب قطتك.
تتبُّع القطط في أستراليا ونيوزيلندا
برنامج “تتبع القطط في أستراليا” Cat Tracker Australia، مشروع “دائرة الاكتشاف” Discovery Circle
هل تبدي القطط في جميع أنحاء العالم أنماط حركة متشابهة؟ هل تؤثر البيئة المحلية في تجوال القطة؟ سيقدم هذا المشروع لتتبُّع القطط في عدة ولايات في أستراليا –وهو مشروع مفتوح لأي شخص في المنطقة، وليس فقط لأصحاب القطط– مقارنةً بين سلوك القطط عبر القارات. يتضمن المشروع تتبُّع القطط عبر نظام تحديد المواقع (GPS)، واختبار شخصية القطط، ومسحًا عامًّا.
البنك الحيوي للقطط: موارد جينية وجينومية للقطط
مركز كورنيل الصحي لرعاية القطط، كلية الطب البيطري بجامعة كورنيل
ما الدور الذي تؤديه الجينات في الأمراض الشائعة لدى القطط؟ بمقارنة الحمض النووي لقطط سليمة بالحمض النووي لقطط تعاني مرضًا شائعًا أو أكثر، يستطيع العلماء فهم الدور الذي قد تؤديه الجينات في هذه الحالات على نحو أفضل. ويمكن أن يساعد هذا المشروع الأطباء البيطريين على زيادة قدرتهم على تشخيص الأمراض الشائعة ومعالجتها. ويبحث المشروع عن عينات حمض نووي لقطط سليمة يتجاوز عمرها عشر سنوات.
دراسة فئة جديدة من العقاقير المضادة للسرطان لمكافحة سرطان الثدي في القطط
مركز كورنيل الصحي لرعاية القطط، كلية الطب البيطري بجامعة كورنيل
هل توجد طريقة لمنع الإصابة بسرطان الثدي؟ ساعد في الكشف عن كيفية تطور سرطان الثدي لدى القطط ووضع أسس لطرق جديدة لعلاجه. يقبل الباحثون عينات أنسجة الغدة الثديية الطبيعية أو السرطانية لإناث القطط.
فهم آلام القطط
كلية علوم الحياة بجامعة لينكولن، إنجلترا
يمثل الألم تجربةً حسيةً وعاطفيةً قاسيةً تنطوي على استجابة جسدية وتغيُّر سلوكي. ويستكشف هذا المشروع مظاهر تعبيرات الوجه، والوضع، والصوت عن الألم في القطط، وهي المعلومات التي تمنح أصحاب القطط والأطباء البيطريين القدرة على إدراك هذا الإحساس مبكرًا؛ حتى يتسنى علاج القطط قبل أن تتعرض للخطر. إذا كنت تمتلك قطة وتعتقد أنها تتألم، ساهم بمقطع مصور أو صورة. يمكنك أيضًا الحصول على اختبار سريع للتحقق من قدرتك على اكتشاف الألم في هذه الحيوانات. ــ جولي هيشت
جولي هيشت: طالبة دكتوراة تدرس سلوك الكلاب وكاتبة مدونة Dog Species في موقع ScientificAmerican.com
نُشِر هذا المقال في الأصل بعنوان “The Inner Life of Cats”
تم نقل المقال من Scientific American بالتصرف.