وفي هذا المكان أيضًا، تم العثور على أحدث أحفورة للأركيوبتركس في عام 2010، وقد كانت محفوظة بشكل جيد، ولكنها لم تكن مفصَّلة بالطريقة التي كانت عليها العينة التي تم العثور عليها في برلين عام 1874، فقد كانت تِلك مفصَّلة جدًّا، حيث احتوت الصخور على طبعات للريش أيضًا.
حديثًا، قام باحثون من جامعة (ludwig-maximilians) في ميونخ بتحليل العينة، وقد وجدوا بعض الاختلافات عن عينات أخرى معروفة، وكانت نتيجة مثيرة للاهتمام بالفعل، فقد قرروا أن نوع الأحفورة هو أركيوبتركس، ولكنه لم يكن قرارًا سهلًا، حيث إن العديد من العينات التي صنّفت على أنها أركيوبتركس سابقًا، ظهر فيما بعد أنها تعود لأنواع أخرى.
على سبيل المثال، لقد تمّ خلال الشهر الماضي إعادة تصنيف أول أحفورة أركيوبتركس المكتشفة عام 1855، فقد قرر عالِمَي الحفريات كريستيان فوث (Christian Foth) وأوليفر روهوت (Oliver Rauhut)، أن هذه الأحفورة أقرب إلى الديناصور الصيني أنشيورنس (Anchiornis) -الشبيه بالطيور- منها إلى الأركيوبتركس. وكانت هذه الأنواع معرَّضة للانتقاد من قبل العلماء في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، فكانوا يجادلون أنها مزيَّفة وليست موجودة في الواقع.
وقد قاد البروفيسور روهوت -وهو برفيسور في قسم عِلم الأرض والبيئة- أيضًا البحث المتعلق بأجدد عينة، ووجد أنها تعود لفترة تسبق أي اكتشاف سابق، وأن أنواع الفترة الجوراسيّة وجدت لفترة أطول مما كان يعتقد في السابق.
يقول البروفيسور رهوت: «نماذج الأركيوبتركس معروفة من خلال ثلاث عينات صخرية، وتغطي هذه العينات معًا فترة حوالي مليون سنة».
وتعتبر هذه الأحفورة بأنها أقدم مثال على الأركيوبتركس، فإنها تحتوي على سمات مماثلة لتلك المصنفة لديناصورات ثيروبود المفترسة غير الطائرة ، مثل تايرنوسورس ريكس و فيلوسيرابتور، حيث أن هذه الأحفورة ذات قرابة مع تلك الأنواع. ولكن لديها أيضًا سمات مختلفة، الأمر الذي سمح للفريق بأن يطور تشخيص يساعد على التعرّف على الأركيوبتركس بدقة أكبر، في حال تم العثور على عينات أخرى في المستقبل.
هذه الأحفورة لا تشبه تمامًا أقاربها الأحدث من الأركيوبتركس أيضًا، فقد وجد روهوت وفريقه أن أنماط صَف الأسنان في منقار الطيور بحجم الغراب تختلف، وأنه لا يوجد أي عينتين من الأركيوبتركس متشابهتان من هذه الناحية.
وبما أنّ الطيور كانت تعيش في أرخبيل، فإن هذا يشير إلى أنها قد تطورت لتلائم ظروف معيشة مختلفة على جزر متعددة، ومناقير هذه الطيور هو دليل قوي على هذا الافتراض، تمامًا كما هو الحال مع نظرية داروين بالنسبة لمناقير طيور الحسون.
يقول روهوت: «إن الدرجة العالية من التباين في الأسنان مذهلة بشكل خاص، إذ لا تظهر أي من العينات نمط من الأسنان مشابه للآخر، مما قد يعكس اختلافات في النظام الغذائي. ومما يمكن تصوره أيضًا أن هذه الطيور البدائية قد تفرقت إلى عدة أنواع بنفس الطريقة في جزر أرخبيل سولنهوفينر، وفي هذه الحالة فقد تمثل أحافير الأركيوبتركس قطيع من الأنواع مماثل في فكرته طيور داروين».
اقرأ أيضًا: تطوّر الاخطبوط أغرب بكثير مما كنا نعتقد