يُسلّط بحث وراثي في جامعة Oregon State University ضوءًا جديدًا على كيفية تطور المجموعات المعزولة لنفس النوع نحو التباين التناسلي وبالتالي التحول لأنواع منفصلة.
قام العلماء بإخراج تسلسل كامل لجينوم نوع من القشريات Tigriopus californicus في البرك الضحلة في المحيط الهادئ، وهو أحد الأنواع النموذجية التي تمثل التمايز عن طريق الانفصال الجغرافي (مرحلة مبكرة لتحول نوع واحد لعدّة أنواع)، كما قاموا بفحص التطور المشترك لجينات المتقدرات (الميتوكندريا) والجينيات النووية (إذ تحتوي كل من المتقدرة والنواة في الخلية على جينوم منفصل).
تعمل المتقدرات كمصنع طاقة للخلية من خلال إنتاج أدينوزين ثلاثي الفوسفات أو مايُعرف بال ATP وهو مصدر كيميائي للطاقة.
تتوضع جينات خلايا T. californicus كما في جميع الكائنات في نويّاتها ولكن يتواجد البعض منها في المتقدرات.
ويقول المؤلف المناظر للدراسة Felipe Barreto، وهو أستاذ مساعد في البيولوجيا التكاملية في كلية العلوم في جامعة ولاية أوهايو: «تحتوي عُضية المتقدرات على كروموسوم صغير ب37 جينومًا فقط ولكن تُعتبر هذه الجينات أساسية بالتأكيد من أجل الاستقلاب، ومن أجل أن يُنتج ATP بشكل صحيح في الخلية؛ يجب أن تتفاعل بضع مئات قليلة من الجينات الأخرى المُشفرة في النواة مباشرةً مع 37 جينومًا في المتقدرات.
يمكن أن تؤدي الطفرات في جينات المتقدرات إلى جعل هذه التفاعلات ما دون المتوقع (منخفضة) وبالتالي تٌسبّب انخفاضًا في النشاط الاستقلابي».
تحتوي مجموعات T. californicus على طول ساحل المحيط الهادئ لأمريكا الشمالية على جينات متقدرات مختلفة بشكل كبير بين مجموعة ما والمجموعة التي تليها، إذ يوجد الكثير من الطفرات المتصلة ببعضها البعض.
وقال Barreto: «نتيجةً لذلك تُعاني الأنسال الهجينة بين المجموعات من كفاءة منخفضة على شكل خصوبة منخفضة ومن التطور البطيء والإنتاج المنخفض من ATP؛ كما تم تحديده في عدة تجارب سابقة».
استخدم Barreto والمشاركون من جامعة كاليفورنيا (سان دييغو) وجامعة جنوب كاليفورنيا وجامعة نورث كارولينا النماذج الجُزيئية التحليلية بهدف عرض جينات 8 مجموعات من أجل الكشف عن الجينات التي يمكن أن تكون مُتباينةً بين المجموعات.
وقال Barreto: «وبالتالي يمكن أن تكون هذه الجينات مُرشحةً لفهم كيف تصبح المجموعات المختلفة متباينةً وتتحول في النهاية لأنواع مختلفة».
اقرأ أيضًا: هذا هو سبب انقراض الإنسان المنتصب (HOMO ERECTUS)
المصدر: sciencedaily