تمتلك الثدييّات الدماغ الأكبر من حيث الحجم في جميع المملكة الحيوانية، وفي اكتشافٍ جديدٍ لحفرية تعود إلى أنثى حيوان ثدييٍّ منقرض وأطفالها البالغ عددهم 38 طفلًا، قد تُوضَّح العلاقة بين تطور الدماغ والنسل.
يعتقد الباحثون من جامعة تكساس، الذين درسوا وفحصوا هذه العينات، أن هذا الاكتشاف يُعدُّ الأندر والأغرب؛ بسبب وجود هذا العدد الكبير من الأطفال (أكثر من ضعف المتوسط لأي حيوان ثدييٍّ آخر).
تبيَّن كذلك أن هذا الحيوان يتكاثر بطريقةٍ تشبه الزواحف، وأن الأطفال ربما كانوا يتطورون داخل البيض، أو ماتوا قبل عملية الفقس.
قد تساعد هذه الدراسة في معرفة كيف طوّرت الثدييات طريقةً مختلفة للتكاثر من أسلافها، لإنتاج نسلٍ أقل.
تقول إيفا هوفمان، طالبة الدراسات العليا من كلية جاكسون للعلوم الجيولوجية والمشاركة في البحث: «هؤلاء الأطفال هم حلقة وصلٍ هامة في الشجرة التطورية؛ لأن لديهم الكثير من الصفات الموجودة عند الثدييات الحديثة».
ينتمي هذا الحيوان إلى أنواع منقرضة من آكلات العشب بحجم كلاب الصيد، تُدعى Kayentatherium، عاشت جنبًا إلى جنب مع الديناصورات منذ 185 مليون سنة مضت، ويُعتقد أنها كانت تمتلك شعرًا.
عندما اكتُشفت الحفريات لأول مرة منذ 18 عامًا، لم يتبيّن وقتها وجود الأطفال، ولم تتم ملاحظتهم حتى عام 2009، عندما لاحظ سيباستيان إغبورتس قطعة صغيرة بحجم حُبيبةٍ من مينا الأسنان، لم تبدُ مثل أسنان الزواحف البدائية.
استُخدمت الأشعة المقطعية CT scan للكشف عن بقية الأطفال، ليس فقط عن الفكين والأسنان، ولكن عن الجماجم الكاملة والهيكل العظمي الجزئيّ.
وضّح (التصوير ثلاثي الأبعاد – 3D visualizations) أن جماجم الأطفال هي نسخٌ متماثلة من جماجم الكبار ولكن بحجمٍ أصغر (1/10 عُشر الحجم) على عكس الثدييات التي يولد أطفالها بوجهٍ صغيرٍ ورأسٍ منتفخ لاستيعاب الدماغ الكبير.
يستهلك الدماغ الكثير من الطاقة، كذلك يستهلك الحملُ وتربية الأطفال الكثير من الطاقة (هناك علاقة عكسية بين حجم الدماغ وعدد مرات الحمل والولادة)، لذلك، اكتشاف امتلاك هذا الحيوان وكذلك العديد من الأطفال دماغًا صغيرًا -بالرغم من وجود صفاتٍ مشتركة مع الثدييات- يشير إلى أن عمليةً تطورية هامة حدثت، فبعد بضع ملايين من السنين فقط حصلت الثدييات على أدمغةٍ كبيرة.
اقرأ أيضًا:
لماذا لا تستطيع الأسماك السباحة رأسًا على عقب؟
المصدر: sciencedaily