سبب عبور الدجاج سلّم التطور ووصوله إلى ما هو عليه سؤال لا يُمكن الإجابة عنه، لكن ظروف أسلاف الدجاج الداجن يجب أن تكون قابلة للاكتشاف.
أشارت دراسة حديثة أن تشارلز داروين كان مخطئًا، زعِم داروين أنّ الدجاج الداجن ينحدر من طائر الأدغال الأحمر، والذي يبدو صحيحًا إلى حدٍ ما على الأقل، لكن الأبحاث الحديثة من جامعة أوبسالا تُبين الآن أنّ أصول الدجاج أكثر تعقيدًا.
قام الباحثون بتخطيط الجينات التي تعطي معظم الدجاج الدّاجن الأرجل الصفراء ووجدت أن الوراثة الجينية تنحدر من نوع مرتبط ارتباطًا وثيقًا، وهو طائر الأدغال الرمادي.
قال جوناس إريكسون (Jonas Eriksson)، طالب دكتوراه في جامعة أوبسالا: «تُظهر بحوثنا بأنه على الرغم من أن معظم جينات الطيور الدّاجنة تنحدر من طائر الأدغال الأحمر، يجب أن يكون هناك على الأقل نوع آخر ساهم في هذا، بالأخص طائر الأدغال الرمادي».
حسب فريق إريكسون، من المحتمل أن طائر الأدغال الرمادي هُجّن مع الأسلاف الأولى من الدجاج الداجن.
تنتشر جينات الجلد الأصفر بين المليارات من الدجاج الدّاجن حول العالم.
كانت دراسات داروين للحيوانات الدّاجنة ذات أهمية أساسية لنظريته في التطوّر، كما شرح أيضًا الأصول البريّة للحيوانات الأليفة.
قال جريجر لارسون (Greger Larson)، باحث في جامعة أوبسالا وجامعة دورهام في إنجلترا: «من المثير للسخريّة اعتقاد داروين بأنه هناك أكثر من نوع برّي ساهم في نشوء الكلب، ولكن الدجاج انحدر من نوع برّي واحد، وهو طائر الغابة الأحمر. والآن اتضح أن الأمر هو العكس تمامًا».
يُقال أنتَ ما تأكلهُ، عندما يتعلّق الأمر بأرجل الدجاج، كُلّما كثرت الكاروتينات الصفراء في العلف، كُلّما ازداد صفار أرجلها.
يقوم الجين الذي يملكه الباحثون الآن بتحديد الشفرة الوراثية للأنزيم الذي يحطم الكاروتينات ويطلق فيتامين (A).
لا يعمل هذا الجين في الجلد لكنه نشط تمامًا في الأنسجة الأخرى للدجاج ذي الأرجل الصفراء، وعاقبة هذا أن الكاروتين الأصفر يُخزن في جلد الدجاج، وهذا ما يُسمى بالطفرة الوراثية التنظيمية، بما أن تسلسل الشفرة للجين سليم، لكن تم تعديل نظامها.
قال البروفيسور ليف أندرسون (Leif Andersson) الذي قاد المشروع: «إنّ دراستنا هي مثال واضح على أهمية الطفرات التنظيمية في مسار التطوّر. ما لا نعرفه هو لماذا يُرّبي البشر هذا النوع، ربما كان يُنظر إلى الدجاج ذي الأرجل الصفراء الزاهية على أنه أكثر صحة أو أكثر خصوبة من الدجاج الآخر، أو كانوا ببساطة مسحورين بمظهرهم المتميّز».
ويعتقد العلماء أن نفس الجين قد يكون ذا أهمية في تفسير اللون الوردي في طائر الفلامنغو، ولون الساق الأصفر لكثير من الطيور المفترسة، واللحم الأحمر في سمك السلمون، إذ أن الكاروتينات سببت كُل هذه الخصائص.
قد يؤثّر الجين أيضًا على لون البشرة للأنسان إلى حدٍ ما.
اقرأ أيضًا:
دراسة تقترح سببًا جديدًا لانقراض الديناصورات يختلف عما نعرفه
المصدر: livescience