تسعة أجزاء في جسمنا لم نعد نستخدمها بسبب التطور
إنّ بعض أجزاء جسم الإنسان ليس لها فائدة بالرغم من وجود وظيفة لها عند أسلافنا.
على سبيل المثال، الزائدة الدوديّة ليس لها وظيفة أساسيّة (رغم أنّ بعض الأبحاث وجدت بأنّها مخزن للبكتيريا المفيدة).
وقد تلتهب الزائدة الدوديّة في بعض الحالات وتتمزق مما يقتضي استئصالها.
كانت عدّة أجزاء من جسم الإنسان مهمة للحياة أمّا الآن فهي بلا فائدة.
يمكن استئصال بعض هذه الأعضاء، وغيابها لن يؤثر على جودة الحياة.
تحدّث موقع Business Insider مع (دورسا أمير – Dorsa Amir)، عالمة الأحياء التطوريّة في جامعة بوسطن، لمعرفة المزيد عمّا تسميه (البقايا التطوريّة).
قالت أمير أنّه عند وجود صفة غير مفيدة للبشر لكنها غير ضارة بنفس الوقت، فإنّ ذلك ينطبق على حدوث تطور.
ألقِ نظرة على تسعة أجزاء من الجسم البشريّ والتي بقيت في جسم الإنسان على الرغم من عدم وجود وظيفة لها منذ ملايين السنين.
1- الزائدة الدودية
قبل عدّة سنوات ساعدت الزائدة الدوديّة البشر على هضم النباتات الغنيّة بالسيللوز حسب تقرير (غيزمودو – Gizmodo).
ما تزال الفقاريات العاشبة تعتمد عليها في هضم النباتات، لكن لم تعد الزائدة الدوديّة جزءًا من الجهاز الهضميّ للإنسان.
تقول أمير: «عندما بدأنا بالتغيير نحو اللحوم والغذاء المتنوع لم نعد بحاجة لأمعاء طويلة ومعقّدة الوظيفة».
على الرغم من ذلك توجد أدلّة على أنّ الزائدة الدوديّة تخزّن البكتيريا المفيدة للجهاز الهضميّ، لكنه من غير الواضح «إذا كانت هذه دائمًا وظيفتها بالنسبة لنا، أو أنّها تغيرت بمرور الزمن».
2- العضلة الراحيّة الطويلة
تمتد من المعصم حتى المرفق.
حوالي 10 بالمئة من البشر لا يملكون هذه العضلة.
إذا وضعت مؤخرة معصمك على طاولة ولامست إبهامك بالخنصر، فقد تلاحظ حزمة من عضلة على معصمك.
هذه عضلة قديمة تدعى الراحيّة الطويلة.
قالت أمير أنّ هذه العضلة كانت تساعد أسلافنا على تسلق الأشجار.
وفقًا لـ (موسوعة بريتانيكا- Encyclopaedia Britannica)، من المرجّح أنّ هذه العضلة ساعدت البشر في وقت مبكر من إحكام قبضتهم.
لكننا بدأنا بالمشي على أقدامنا منذ حوالي 3.2 مليون سنة، ما جعل هذه العضلة بلا فائدة.
تقول أمير:«مضى وقت طويل منذ أن كانت هذه العضلة ذات فائدة».
قبضة البشر الآن بنفس القوة سواء بوجود هذه العضلة أو غيابها.
تقول أمير:«الانتقاء الطبيعي ليس نظامًا مصممًا لتحقيق كفاءة مثالية».
3- الفكّان
لم يعد يحتاج البشر إلى فكّين قويّين لأنّ غذائنا قد تحوّل إلى الأطعمة الناعمة والحبوب المطبوخة.
كما أنّ فكوكنا صغيرة حيث يُصعَب دائمًا احتواء أضراس العقل فيها بشكل مناسب.
تقول أمير:«لم نعد بالحاجة لهما بما أنّ غذائنا اليوم أطرى ونستخدم الرحى لطحن الطعام».
4- العضلات الناصبة للشعر
هي ألياف عضليّة تسبّب القشعريرة عندما تتقلص.
استخدم أسلافنا الذين كان لديهم الكثير من شعر الجسم هذه الألياف.
ولكن لم يعد لدينا استخدام لهذه العضلات الآن.
بالنسبة للحيوانات ذات الفراء السميك، يمكن أن تساعد هذه العضلات في توفير عازل حراري.
كما يمكن للألياف أن تجعل الحيوانات تبدو أكبر. على سبيل المثال، يستفيد من هذه الظاهرة حيوان النيص.
5- تطور ذيل أجنة البشر بين الأسبوع الخامس و الثامن من الحمل
يختفي هذا الذيل عندما يولد البشر، وتندمج الفقرات المتبقية لتشكّل عظم العصعص، أو عظم الذنب.
ساعدت عظام الذنب أسلافنا على الحركة والتوازن، لكن تقلص هذا العظم عندما بدأ البشر بالمشي.
لا يوجد أي وظيفة الآن لعظم العصعص.
وفي حالات نادرًة، يولد الرضّع بهذا الذيل، وفقًا لموسوعة بريتانيكا، ويمكن إزالة هذا الذيل بعملية جراحيّة دون أيّة مشاكل خطيرة.
6- العضلات الأذنيّة بالجزء الظاهر من الأذن
فقد البشر القدرة على استخدام هذه العضلات.
تستخدم بعض الثديات هذه العضلات لكشف الفريسة أو الحيوانات المفترسة.
تساعد عضلات الأذن ثدييات أخرى على تحديد الصوت والتعبير عن العاطفة.
خلافًا للبشر، يجب على الحيوانات مثل القطط تحريك آذانها للسمع بشكل جيد.
لكن تقول أمير بما أننا نملك رقابًا مرنة، فنحن لسنا بحاجة لتحريك آذاننا باتجاه الصوت.
يستطيع بعض البشر أن يرُفّوا بآذانهم، هذا أفضل ما يمكننا القيام به.
7- العضلات الهرميّة
والتي تتوضع أسفل البطن، لها شكل المثلث.
يملك الناس من صفر إلى اثنتين من هذه العضلات، لكنها لا تساعدنا.
وفقًا لبريتانيكا، يمكن أن تساعد العضلات الهرميّة على تقلّص الخط الأبيض (الخط الواصل بين ارتفاق العانة و الناتئ الرهابي لعظم القص)، لكن هذا ليس له علاقة بعمل العضلات البطنيّة.
حوالي 20 بالمئة من البشر لا يمتلكون هذه العضلات.
8- تطور أجنة البشر الذكور والإناث
تتطور الأجنة بشكل مماثل في البداية، بعد ذلك يحفّز هرمون التستوسترون على تشكيل أعضاء التكاثر الذكريّة فيما بعد.
قبل أن تباشر هذه الهرمونات عملها، تكون حلمتا الثدي قد بدأتا بالظهور.
لا يستطيع الرجال الإرضاع في الحالة الطبيعية، لكن عند وجود كميات كبيرة من البرولاكتين -الهرمون الذي يساعد على إنتاج الحليب- فإنّه من الممكن حدوث ذلك.
در الحليب هو عرض جانبي للديجوكسين، وهو دواء للقلب، حسب تقرير الأميركيّة العلميّة.
في حين تستطيع ذكور الثديات الإرضاع تحت ظروف شديدة، يستطيع فقط خفاش الفاكهة داياك، الموجود في جنوب شرق آسيا، الإرضاع بشكل طبيعي، حسب تقرير الجمعية العلميّة الأميركية.
9- الثنية الهلالية
الجفن الثالث، عبارة عن طيّة من نسيج موجودة على الزاوية الداخليّة للعين.
تماثل الأغشية التي تستخدمها الحيوانات لحماية عيونها.
يمكن للطيور والزواحف وبعض الثدييات أن تسحب هذه الأغشية على عينيها للحفاظ عليها رطبة وخالية من الغبار.
حسب تقرير غيزمودو فإنّ الثنيات الهلاليّة لدينا هي بقايا هذه الأغشية، على الرغم من أنّ البشر غير قادرين على التحكّم بهذه الأنسجة.
وقالت أمير:«ليس من الواضح تمامًا لماذا لم تعد لدينا هذه الأشياء الآن، لكنها نادرة عند الثدييات العليا لذا لابد أننا فقدناها منذ زمن طويل».
اقرأ أيضًا:
المصدر: sciencealert