انقرض أكثر من 90% من كل الكائنات التي عاشت على الأرض. تختفي الأنواع القديمة بينما تتطور أنواع جديدة لتناسب الأدوار البيئية دائمة التغير. لكن نسبة الانقراض أبعد ما تكون عن الثابتة. اختفى 50% إلى أكثر من 90% من كل الأنواع الحية على الأرض -في زمن جيولوجي قصير- عدة مرات على الأقل خلال الخمسمئة مليون سنة الماضية.
رغم أن هذه الانقراضات الجماعية أحداث مميتة، إنها تفسح المجال لظهور أشكال جديدة من الحياة على الكوكب. ظهرت الديناصورات بعد واحد من أكبر أحداث الانقراض الجماعي على الأرض، وهو الانقراض البرمي/ الترياسي قبل حوالي 250 مليون عام.
أكثر أحداث الانقراض التي دُرسَت حصلت بين العصر الطباشيري وعصر الباليوجين قبل حوالي 65 مليون عام، إذ قُتلَت الديناصورات وأُفسِح المجال للثدييات لتتطور ويزداد تنوعها بسرعة.
لقد حدد العلماء العديد من الأسباب المحتملة وراء الانقراض الجماعي مثل، سيول الحجارة البركانية عند انفجار البراكين، واصطدام الكويكبات، وانخفاض مستوى البحر، تلك أكثر الأسباب المحتملة للانقراض الجماعي. وقد تساهم أيضًا عدة أسباب أخرى معروفة تتضمن الاحتباس الحراري، وانخفاض حرارة الكوكب، وانفجار غاز الميثان، ونقص أو انعدام الأكسجين حين تفقد محيطات الأرض أكسجينها.
يطلق ثوران البراكين واصطدام الكويكبات أطنانًا من الحطام إلى الغلاف الجوي، ما يحجب نور الشمس لأشهر على الأقل. تموت النباتات والكائنات التي تتغذى عليها بسرعة نتيجة نقص ضوء الشمس. تستطيع صخور الفضاء والبراكين أيضًا أن تطلق غازات سامة أو حابسة للحرارة تسبب الاحتباس الحراري بمجرد أن يهدأ الغبار وينزل للأرض.
أكبر خمسة انقراضات جماعية:
التأثير من خارج كوكب الأرض يرتبط ارتباطًا وثيقًا بحدث الانقراض الطباشيري/ الباليوجيني، وهو آخر أحداث الانقراض الخامس الأكبر في تاريخ الأرض. يرجع تاريخ فوهة البركان الضخمة الموجودة عند شبه جزيرة يوكاتان Yucatán في المكسيك إلى حوالي 65 مليون عام، وهو تاريخ متزامن مع تاريخ الانقراض المذكور. وربما ساهم في زيادة خطورة الوضع الاحتباس الحراري الناجم عن الانفجارات البركانية في سهول ديكان في الهند، إذ انقرضت الديناصورات ومعها نصف الأنواع الحية على الأرض.
قد تفسر فيضانات الحمم البركانية الهائلة التي انفجرت من إقليم وسط الأطلسي الناري -قبل ما يقرب من 200 مليون سنة- الانقراض الترياسي/ الجوراسي. انقرض حوالي 20% من العائلات البحرية، بالإضافة إلى أغلب الكائنات الشبيهة بالثدييات، والعديد من البرمائيات الكبيرة، وكل أنواع الأركوصورات الأخرى غير الديناصورات. اصطدام الكويكب قد يكون سببًا محتملًا للانقراض أيضًا بالرغم من عدم العثور على فوهة التصادم الدالة عليه لحد الآن.
لقد كان حدث الانقراض البرمي/ الترياسي الأشد فتكًا، إذ اختفى أكثر من 90% من كل الأنواع. يعتقد العديد من العلماء أن كويكبًا أو مذنبًا قد أشعل فتيل الانقراض، ولكن -كما ذكرنا- فإنه لم يُعثَر على الفوهة التي تركها الاصطدام. وهناك منافس قوي آخر وهو السيول البركانية من إقليم الطَّراب السيبيري الناري في روسيا. النشاط البركاني الذي حفزته ضربة الكويكب هو الآخر محتمل.
إن حدثًا طويلًا بدأ منذ حوالي 360 مليون سنة قد قضى على 70% من الأنواع البحرية في كوكب الأرض في مدة استغرقت حوالي 20 مليون سنة. وقد لُوحظت موجات انقراض استمر كل منها من 100,000 إلى 200,000 سنة ضمن الانقراض الكبير للعصر الديفوني المتأخر. لقد كانت الحشرات، والنباتات، وأولى البرمائيات الأولية قد ظهرت على اليابسة في ذلك الوقت، بالرغم من أن الانقراضات قد عرّضت سكان اليابسة لنكسة شديدة.
سيطرت الديناصورات على الأرض لأكثر من 160 مليون سنة، ولكن الكثير عن كيفية حياتها وموتها ما يزال لغزًا. شاهد ما نعرف وما لا نعرف عن عصر الديناصورات.
تضمن الانقراض الأوردوفيشي/ السيلوري -قبل حوالي 440 مليون سنة- عمليات تجمّد كبيرة حبست الكثير من مياه الكوكب بشكل جليد، وسببت انحدارًا شديدًا في مستويات البحار. لقد سبب هذا الحدث أقسى الخسائر للكائنات البحرية مثل عضديات الأرجل المدرعة، ومخروطيات الأسنان الشبيهة بـ الأنقليس، وثلاثيات الفصوص.
الانقراض اليوم:
اليوم، يعتقد العديد من العلماء أن الأدلة تشير إلى حدوث انقراض جماعي سادس، ويقع اللوم على كاهل البشر بشدة في هذا الانقراض الذي قد يكون أسرع انقراض شهدته الأرض على الإطلاق. بحلول عام 2100، قد تقود أنشطة الإنسان -كالتلوث ومسح الأراضي والصيد الجائر- أكثر من نصف الحياة البحرية والبرية إلى شفير الانقراض.
اقرأ أيضًا:
انقرض هذا الطير فأعاده التطور للحياة بعد أكثر من 30000 سنة
المصدر: nationalgeographic