ماذا لو أن الثعابين تمكنت من تنمية ساقين مجددًا؟ أو تمكن الدجاج من إعادة إنماء أسنانه؟ أو تمكنا نحن البشر من إعادة تطوير ذيول كالتي كانت لدى أسلافنا؟
وفقًا لبحث جديد في جامعة فليندرز (Flinders University)، فإن التطور العكسي ممكن الحدوث تحت ظروف معينة، حتى لو على مدار ملايين السنين.
ورقة بحث جديدة نشرت في مجلة (Evolution) تلقي ضوءًا جديدًا على الفكرة التي كنا نعتدها منذ وقت طويل.
ألا وهي أنه في أثناء عملية التطور في الكائنات الحية، فإن الأعضاء أو الهياكل التي يتم فقدانها أثناء التطور لا يمكن أن تستطيع الكائنات اللاحقة إعادتها كما كانت لدى أسلافها.
فريق من العلماء الأستراليين والبريطانيين أظهروا أن بعضًا من أكبر أنواع حيوان الكنغر تمكنت في رحلتها التطورية من إعادة تطوير قمم أسنان كانت موجودة لدى أحد أسلافها التي كانت موجودة قبلها بحوالي 20 مليون سنة.
التغيرات في المناخ والموطن ونظام الغذاء هو السبب.
ويقول الباحثون أنه وبسبب تراجع الغابة عن ساحل البحر على مدى ملايين السنين، فإن الكناغر قد أجبرت على أكل المزيد من الأعشاب، مما يحتاج إلى أسنان تقوم بالقطع عوضًا عن المضغ لملائمة النظام الغذائي الجديد.
«كلما تراجعت الغابة، فإن الأعشاب تصبح أكثر وفرة، وتغير الكناغر نظامها الغذائي حتى يلائم هذا الوضع الجديد».
هذا ما قاله إيدان كوزينز (Aidan Couzens) المرشح لشهادة الدكتوراه في علوم البيولوجيا من جامعة فليندرز (Flinders).
ويقول كوزينز أيضًا: «لقد ظهر أن التغيرات البسيطة في “القاعدة” التي تحدد كيفية تشكل الأسنان في المرحلة الجنينية قد سمحت لبعض الكناغر بعكس عقارب الساعة التطورية».
وفقاً لهذه القواعد، فإنه بإمكاننا توقع المسارات التي سيتخذها التطور في المستقبل.
لقد وجدنا أن هذا يتعارض مع أحد قوانين البيولوجيا، فقد تبين لنا أن الأعضاء التي تفقد أو يتخلى عنها الكائن أثناء التطور يمكن أن -تتطور بشكل عكسي- لتعاود الظهور عندما يكون الكائن في المرحلة الجنينية.
غالباً ما كان علماء البيولوجيا يرفضون فكرة أن التطور قد يحدث بشكل عكسي، ويرفضون هذه الحوادث دومًا.
ويوضح البروفيسور المساعد في جامعة فليندرز جافين بريدو (Gavin Prideaux): «تتطور بعض الميزات المشابهة أيضًا في بعض الكائنات الحية التي لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا».
ويرى الباحثون الآن بأن الميزات التي أوقفت عبر الجينات قد تعاود الانبثاق مجددًا.
إن إعادة انبثاق هذه الصفات كان بسبب التغيرات في المناخ والموطن والنظام الغذائي.
استخدمت حيوانات الكنغر والولب كمقياس للتكيف مع التغيرات المناخية في أستراليا.
ويقول البروفيسور المساعد بريدو: «لقد تواجدت هذه الحيوانات في المنطقة لمدة 30 مليون عام تقريبًا، ونحن نكتشف المزيد عن الكيفية التي كانت تتأقلم بها الأشكال البدائية منها مع النباتات الناعمة في الغابات، وكيف تكيفت أنواعها اللاحقة للتعايش مع ظروف أصعب بكثير».
ونشرت نتائج هذه الدراسة الجديدة في تعاون بين العلماء في جامعة فلندرز ومعهد ماكس بلانك لعلم الإنسان التطوري في ألمانيا، وجامعة كينت في إنكلترا، وجامعة موناش ومتحف فيكتوريا.
اقرأ أيضًا: تقلص دماغ الانسان عبر الـ 20 ألف سنة الماضية
المصدر: phys.org