ثعالب بيلييف

ديميتري بيلييف Dimitri Belyaev، عالم روسي قام بتجربة انتقى فيها صفة الوداعة و الألفة لدى الثعالب، فقد اخضع الثعالب لاختبارات معيارية لصفة الوداعة، حيث قام بتقديم الطعام لجراء الثعالب بيد و باليد الأخرى حاول ملاطفتها و التربيت عليها و ملاعبتها..

على إثر ذلك أمكن تقسّيم الثعالب لـ 3 مجموعات حسب صفة الوداعة و الألفة، المجموعة الأولى تضم الثعالب غير الأليفة التي هربت أو عضت من قام بالتربيت عليها و المجموعة الثانية تضم الجراء الأليفة و لكن الحذرة ، غير متجاوبة مع ملاطفة المربي و حذرة رغم أنها لم تهرب، المجموعة الثالثة تضم الجراء الوديعة و أكثرها ألفةً التي تتجاوب بإيجابية مع المربي و تقترب منه و تهز ذيلها و تعوي.

طبعاً اختار بيلييف الجراء من المجموعة الثالثة (الأكثر ألفة) ورباها و انتقى الأكثر ألفة، بعد ستة أجيال فقط لاحظ القائمون على التجربة أن هذه الثعالب تختلف عن الثعالب الأخرى فهي تئن لجذب انتباه المربي و تقوم بلعقه كما تفعل الكلاب و أطلقوا عليها اسم “النخبة المدجنة”.

كيف تطورت بعض الثعالب لتصبح أليفة مثل الكلاب؟ - نوع لطيف من الثعالب - ثعالب تمتلك صفات الوداعة و الألفة مثل الكلاب

بعد 10 أجيال من التربية الاصطفائية باتجاه صفة الوداعة والألفة أصبحت نسبة الجراء المولودة و تمتلك صفة الوداعة 18% من مجموع الجراء المولودة، وبعد 20 جيلاً صارت النسبة 35%، وبعد 35 جيل صارت النسبة 70 – 80% ..ما يعني أن أغلب الثعالب المولودة تمتلك صفة الوداعة والألفة.

ترافق تحول الثعالب من بريّة عدوانية إلى أليفة تغيّرات شكلية مثل لون الفرو و الأذن حيث تبدلت آذانها من مستدقة الأطراف إلى آذان كلبية عريضة، و أصبحت الثعالب تهز ذيولها رافعةً إياها نحو الأعلى كالكلاب بعكس ذيول الثعالب الأشبه بالفرشاة ، كما أن الدورة الشبقية لإناث هذه الثعالب أصبحت نصف سنوية كإناث الكلاب في حين تكون سنوية لدى إناث الثعالب البرية و حتى أصواتها أصبحت أشبه بأصوات الكلاب.

هذه التجربة تقدم لنا مساراً تطورياً مشابه لتطور كلاب اليوم الأليفة عن أسلافها الذئاب البرية العدوانية.. اليوم هناك عدد كبير من الثعالب الأليفة التي يربيها الناس كحيوان أليف، كل هذا خلال 50 سنة من الانتخاب البشري لصفة معينة فتخيل قدرة الاصطفاء الطبيعي على نحت الأنواع عبر ملايين السنين!

ملاحظة : قام بيلييف بتجاربه على الثعالب الفضية لأنها كانت محط اهتمام لفائدتها الاقتصادية نظراً لفرائها غالي الثمن، لكن بنفس الطريقة تم إنتاج ثعالب حمراء أليفة، يمكن رؤية جمال هذه الكائنات في الفيديوهات التالية:

المصدر

اقرأ أيضًا: التنانين السوداء في أعماق البحار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *