أحفورة “أردي” تطعن بمصداقيّة ومهنيّة قناة الجزيرة

أحفورة “أردي” تطعن بمصداقيّة ومهنيّة قناة الجزيرة

“والأهمّ من ذلك وبخصوص ما يهمّنا هنا، الإعلام عادةً ما يزوّد إسهامه المستقلّ [لعمليّة البروباجاندا] حتّى بدون أن “يُستغلّ”، بالشّكل وللأسباب التي ناقشناها. محلّل إعلامي آخر، بين باجديكيان (Ben Bagdikian)، لاحظ أنّ الإنحياز المؤسّسي عند وسائل الإعلام الخاصّة “لا يحمي فقط نظام الشّركات. إنّه يحْرِم العامّة من الفرصة لفهم العالم الحقيقي.””

~ نوعام تشومسكي (Noam Chomsky) وإدوارد هيرمان (Edward Herman)، صناعة التّوافق (Manufacturing Consent, 1988)

غلاف المجلّة العلميّة المرموقة Science يُظهر بقايا إحدى الأحافير التي تنتمي إلى جنس “أردي”.

منذ أن تقدّم عالم الطّبيعة الإنجليزي تشارلز داروين (Charles Darwin) وصديقه ألفريد راسل والاس (Alfred Russel Wallace) بآليّة الإنتخاب الطّبيعي لتفسير التغيّر الذي يطرأ على الأنواع الحيّة عبر الزّمن، هُرعَ المعارضين لنظريّة التطوّر إلى تقديم سلسلة من الإعتراضات شبه العلميّة ضدّ النّظريّة. أحد أشهر هذه الإعتراضات هي دعواهم عن “الحلقات المفقودة” في السجلّ الأحفوري. من الممكن أن نُلخّص المنطق وراء هذا الإدّعاء كالتّالي: إذا كانت الأنواع الحيّة بالفعل تغيّرت عبر الزّمن (أو تطوّرت)، فمن المفروض أن نجد أحافير متوسّطة في الصّفات بين النّوع الحيّ الذي يعيش اليوم وبين أسلافه. أو بكلماتٍ أخرى، علينا أن نجد آثار (على شكل مستحاثّات) توثّق المراحل المختلفة التي مرّ بها النّوع الحيّ حتّى وصلَ إلى صورته الحاليّة. (لاحظ أنّنا نقول النّوع الحيّ، وليس الكائن الحيّ – الأفراد لا يتطوّرون، التطوّر يحدث على مستوى المجموعات وليس على مستوى الأفراد. راجع تعريف التطوّر). على الرّغم من أنّ داروين ردّ – بشكلٍ جزئيّ – على هذا الإعتراض في كتاب أصل الأنواع، إلاّ أنّه لم يتوقّع حتّى أن يكشف العلماء عن الكمّ الهائل من الأحافير الإنتقاليّة (أو ما يُسمّيه الخلقيّون بـ”الحلقات المفقودة”) التي عُثرَ عليها في الـ 150 سنة الماضية. في العقود الثّلاثة الأخيرة بالذّات، كشف العلماء عن سلسلة من الأحافير الإنتقاليّة التي تربط بين الحيتان وأسلافها من الثديّات التي عاشت على اليابسة، الأحافير الإنتقاليّة التي توثّق إنتقال الكائنات الحيّة من البحر إلى البرّ، وأحافير متعدّدة توثّق مسيرة تطوّر الإنسان المعاصر. (أنظر هنا: قائمة بالأحافير الإنتقاليّة 1 هنا: قائمة بالأحافير الإنتقاليّة 2 وهنا: قائمة بالأحافير التي توثّق تطوّر الإنسان).

صورة توضيحيّة لمكان وميّزات “أردي” في سلسلة التطوّر. أردي يظهر في الوسط.

في العام 1992 تتوّجت هذه الجهود العلميّة المثيرة بإكتشاف أحد أقدم المستحاثّات وأكثرها إكتمالاً لأشباه البشر (Hominins) في وادي نهر الأواش في إثيوبيا. الفريق العلمي، تحت قيادة البروفيسور تيم وايت (Tim White) من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، سمّى الأحفورة بأرديبيثيكوس راميداس (Ardipithecus ramidus)، إسمٌ يُشيرُ إلى أنّ الكائن قضى معظم وقته على الأرض وأنّه قريبٌ من الأصل الذي يربط سلالتنا بالقردة. ولكن عوضًا عن الإسم اللاتيني الطّويل، أرديبيثيكوس راميداس يُعرف عادةً في الإعلام والدّوائر العامّة بإسم “أردي – Ardi”. في الأعوام التي تلت (خصوصًا ما بين 1999 و2003)، وجد فريقٌ آخر من الباحثين، تحت قيادة الباحث سيليشي سيماو (Sileshi Semaw)، أسنان وعظام تتبع لـ 9 أفراد ينتمون إلى نفس نوع أردي في منطقة قريبة من المكان الذي تمّ فيه إكتشاف الأحفورة الأولى. تحليل هذه المستحاثّات ودراسة تفاصيلها لم يكن بالأمر الهيّن. العلماء والباحثين لم ينشروا تحليلاتهم واستنتاجاتهم عن “أردي” إلاّ في أكتوبر من العام 2009، حيث استضافت المجلّة العلميّة المرموقة ساينس (Science) إحدى عشر ورقة بحثيّة تُناقش التّفاصيل المختلفة للأحافير، من الجمجمة إلى الورك، القدم، الأسنان، وحتّى البيئة المحيطة.

 

إكتشاف “أردي” كان حدثًا مميّزًا في تاريخ العلم عمومًا ونظريّة التطوّر خصوصًا، لأنّه يعطينا أقرب صورة للسّلف المشترك الذي جمعنا بقردة الشّامبانزي. الدّراسات التي تعتمد على تحليل المادّة الوراثيّة أظهرت أنّ سلالتنا انفصلت عن سلالة قردة الشّامبانزي قبل ما بين 5 إلى 6 مليون سنة، ممّا يعني أنّ الأحافير القريبة من هذه الفترة الزّمنيّة من المفروض أن تكون قريبة – من حيث الصّفات المورفولوجيّة – من السّلف المشترك. التّحاليل المتعدّدة لأحافير “أردي” وللطّبقات الجيولوجيّة التي تمّ إكتشافها فيها أظهرت أنّ هذا النّوع من أشباه البشر عاش قبل 4.35 إلى 4.45 مليون سنة. هذا يعني أنّ الكائن عاش في فترة قريبة من زمن إنفصال سلالة البشر عن سلالة الشامبانزي. ولذلك من المتوقّع أن نجد أنّ صفات “أردي” المورفولوجيّة ستكون متوسّطة بين الإنسان المعاصر وقردة الشّامبانزي المعاصرة – ولكن مختلفة جوهريًّا عن كليهما.

صورة توضيحيّة تبيّن المكان الحقيقي لأحافير “أردي” على شجرة القردة العليا. كما يُظهر الرّسم، “أردي” ينتمي إلى السلالة التي أدّت إلى البشر، ولو أنّه قريبٌ جدًّا من السّلف المشترك الذي جمع سلالتنا بسلالة قردة الشامبانزي.

وهذا هو بالضّبط ما وجده الباحثون. صفات “أردي” المورفولوجيّة كانت خليطًا لصفات مورفولوجيّة نجدها عند البشر وعند أقربائنا من قردة الشّامبانزي. حجم دماغ “أردي”، على سبيل المثال، يتراوح ما بين 300 إلى 350 سنتيمترًا مكعّبًا، ممّا يجعله شبيهًا بحجم دماغ قردة البونوبو وإناث قردة الشّامبانزي. مُقارنة بالإنسان المعاصر، حجم دماغ “أردي” يُساوي 20% فقط من حجم دماغنا. (ملاحظة جانبيّة: حجم دماغ لوسي، الأحفورة التي وجدها الباحثون في السّبعينات، والتي عاشت قبل 3.2 مليون سنة، يتراوح ما بين الـ 400 إلى 550 سنتيمترًا مكعّبًا. هذا يُظهر تدرّجًا واضحًا في تضخّم حجم الدّماغ عند السلالة التي أدّت البشر). حجم الدماغ لم يكن العامل المشترك الوحيد بين “أردي” والقردة. أذرع “أردي” كانت طويلة مقارنة بطول جسمها العام، ممّا يجعلها أكثر شبهًا بالسّعادين (Monkeys) من القردة العليا في هذا الجانب.
ولكنّ الأمر الذي فاجئ العلماء حقيقة هو أنّ “أردي”، على عكس قردة الشامبانزي المعاصرة، كانت تمشي على قدميها بشكلٍ مستقيم، مثل الإنسان المعاصر. في التصوّر الشّعبي، يرى غالبيّة النّاس أنّ السّلف المشترك للإنسان والشّامبانزي كان أكثر شبهًا بالشّامبانزي من الإنسان، ممّا يقترح أنّ معظم التطوّر حصل في سلالة البشر فقط. ولكنّ أحافير “أردي” تُناقض هذا التصوّر. السّلف المشترك كان مختلفًا عن قردة الشّامبانزي المعاصرة بقدر إختلافه عن الإنسان المعاصر. هذا يعني أنّ قردة الشّامبانزي، كما الإنسان، مرّت في مراحل تطوّريّة أيضًا حتّى وصلت إلى صورتها الحاليّة. الأمر المثير للإهتمام في التّفاصيل التّشريحيّة لقدم “أردي” هو أنّ إصبع القدم الكبير لديها (abductable hallux)يشبه كثيرًا ذلك الذي عند القردة، ممّا يعني أنّها كانت ما زالت تتراود الأشجار بين الفينة والأخرى وأنّها لم تمشِ لفتراتٍ طويلة أيضًا.

صورة توضيحيّة للهيكل العظمي والجسماني العام لـ”أردي”. لاحظ طول الذّراعين وإصبع القدم الكبير الذي يُمكّن “أردي” من إمساك فروع الأشجار بقدمها.

إكتشاف أحافير “أردي” لم يكن حدثًا عابرًا في الدّوائر العلميّة والأكاديميّة أو حتّى الشّعبيّة، فهذه الأحافير هي نافذة نادرة لماضينا السّحيق. ولهذا اهتمّت وسائل الإعلام حول العالم بإيصال خبر الإكتشاف، أهميّته، وتداعياته إلى عامّة الشّعب – حتّى يكونوا على دراية كافية بآخر التطوّرات في عالم العلوم والمعرفة. معظم شعوب العالم حصلت على فرصة لسماع خبر الإكتشاف ولفهم تداعياته العلميّة – إلاّ الشّعوب العربيّة. بدلاً من أن تكون أحفورة “أردي” إنتصارًا جديدًا للمعرفة وللفكر العلمي، انقلب الأمر إلى “دليل جديد على أنّ نظريّة داروين في النشوء والإرتقاء كانت خطأ.” قناة الجزيرة، وموقعها على الإنترنت، اختارت أن تُفسّر – وبدون أدنى دليل – نتائج أكثر من 15 سنة من البحث والجهد الذي بذله علماء التطوّر على أنّه “سقوط” أو “ضربة جديدة” لنظريّة داروين. من أين أتى الصّحفيّ بهذا التّفسير يا هل ترى؟ هل ذكر الباحثون أنّ “أردي” تُشكّل دليلاً واضحًا ضدّ نظريّة التطوّر – أم أنّ هذا تفسيره الخاصّ النّابع عن سوء فهمه حتّى لأبسط أصول النّظريّة التي يتحدّث عنها؟
إذا رجعنا إلى موقع مجلّة ساينس (Science) واطّلعنا على الدّراسات التي نشرها الباحثون أنفسهم، فسنرى موقفهم الحقيقيّ من نظريّة التطوّر (بإمكانك الإطّلاع على محتوى جميع الأبحاث ومقالات أخرى حول “أردي” هنا: Science: Ardipithecus ramidus). في بداية الصّفحة على موقع المجلّة، يذكر العلماء أنّ “أحافير أردي تتّخذ مكانةً هامّة في المراحل الأولى لتطوّر الإنسان، كما أنّها تلقي ضوءً جديدًا وأحيانًا مفاجئًا على تطوّر أطراف الإنسان وأسلوب حركته، المسكن الطّبيعي لأشباه البشر الأوائل، وطبيعة السّلف المشترك الأخير بيننا وبين قردة الشامبانزي.”هل في هذا التّصريح أيّ إشارة إلى “سقوط” نظريّة داروين، أو حتّى تقديم أيّ “دليل جديد” ضدّ النّظريّة؟ ليس هذا فقط، ولكن حتّى العالم تيم وايت، الذي ظهرَ في التّقرير المتلفز للجزيرة وتمّ إقتباسه في المقالة على الموقع ذكر التّالي في مقالته (التي نُشرَت في مجلّة ساينس):

“ربّما أكثر التّداعيات أهميّة [لإكتشاف] أرديبيثيكوس راميداس هو التأكيد لإدراك داروين بأنّ البشر لم يتطوّروا من قردة الشّامبانزي إنّما من سلسلة من الأسلاف، بدءً من السّلف المشترك البعيد الذي عاش في وقتٍ ما في الغابات القديمة في فترة الميوسين في إفريقيا”.
~ تيم وايت (Tim White)، المشرف على الفريق الذي اكتشف أحفورة “أردي”.

تيم وايت لم يكن العالم الوحيد في المجموعة الذي قدّر فطنة داروين وصحّة أفكاره بما يتعلّق بنشأة البشر، ولكن حتّى سي أوين لوفجوي (C. Owen Lovejoy)، العالم الآخر الذي اقتبسته الجزيرة، رأى أنّ إكتشاف “أردي” لا يُؤكّد إلاّ رؤية داروين:

“أرديبيثيكوس لم يُنير أصلنا فقط، ولكن أصل أقاربنا الذين ما زالوا على قيد الحياة [المقصود بأقاربنا هنا هي القردة العليا]. ولذلك الإكتشاف يخدم كتأكيد إضافي لبصيرة داروين: أنّنا مُجرّد غصين أخير على شجرة الحياة، وأنّ سجلّنا الأحفوري سيزوّدنا برؤى كاشفة وغير متوقّعة ليس فقط لنشأتنا التطوّريّة، ولكن لنشأة أقرب جيراننا في تاج الشّجرة.”
~ سي أوين لوفجوي (C. Owen Lovejoy)، أحد العلماء المساهمين في دراسة وتحليل أحافير “أردي”.

هذه الشّهادات والإقتباسات لا تؤيّد إلاّ تفسيرًا منطقيًّا واحدًا: أنّ إكتشاف أحفورة “أردي” كان وما زال إنتصارًا جديدًا ومبهرًا لنظريّة التطوّر ولتوقّعاتها العلميّة. وعلى عكس ما تريدنا قناة الجزيرة أن نعتقد، هذا الإكتشاف لا يُؤكّد إلاّ صحّة نظريّة التطوّر، ولا يطعن في شيء إلاّ مصداقيّة ومهنيّة الصّحفي والمُحرّر الذي سمح لنفسه أن يُشوّه العلم والحقائق العلميّة قصدًا أو بغير قصد. عندما تبدأ الصّحافة ووسائل الإعلام بالتّلاعب، التّزييف، وليّ عنق الحقائق لتتماشى مع أهواء ورغبات مجموعة من النّاس، فهنا ستفقد الصّحافة جوهر رسالتها.. وستصبح أداة إفساد بدلاً من أداة تمكين للمواطن في المجتمع الحضاري.

لقد أشارَ إلى تزييف قناة الجزيرة العلمي صديقنا (العلم نور) على اليوتيوب سابقًا، وكشف التّغطية، التّحريف، والتّشويه الذي قام به الصّحفي ليُغيّر قصد العلماء ليبدو وكأنّهم يقولون ما يُريد لهم أن يقولوا . فعلٌ كهذا يتطلّب إعتذارًا رسميًّا من مؤسّسة تحترم نفسها وتحترم عملها ورسالتها. ولكن نحن لن ننتظر الإعتذار على أيّ حال. الجزيرة وغيرها من القنوات الإخباريّة لم تكن يومًا مصدرًا علميًّا أساسًا لإستقاء مثل هذه الأخبار منها. ولكنّ أعداد المخدوعين بمثل هذه التّقارير اللاأخلاقيّة تتطلّب وقفة جدّيّة من دور الصّحافة وموقعها في عالمنا العربيّ. إذا أردنا صحافة تغازل مشاعرنا وتمرّر الحقائق عبر موشور الإنحيازات حتّى تزيد من ربحها الماليّ أو عدد متابعيها، فهذا خيارنا وعلينا أن نتحمّل مسؤوليّته. أمّا إذا أردنا صحافة نزيهة، تضع الحقّ والحقيقة فوق كلّ الإعتبارات والإنحيازات الفرديّة، فهذا خيارنا أيضًا، وعلينا أن نعمل على تحقيقه فعلاً.


***توضيح علمي هام: الإستنتاج المركزي الذي خرج به العلماء من دراسة أحفورة “أردي” هو أنّ السّلف المشترك لم يكن يشبه قردة الشّامبانزي بصورتها المورفولوجيّة الحاليّة. إنّما، كما وضّحنا سابقًا، السّلف المشترك كان عبارة عن خليط من الصّفات المتوسّطة بين الإنسان المعاصر وقردة الشّامبانزي المعاصرة. ولذلك عندما يقول العلماء أنّنا لم ننحدر من “قردة الشّامبانزي”، فهذا يعني أنّنا لم ننحدر من قردة الشّامبانزي التي تعيش اليوم في إفريقيا. إنّما، قردة الشّامبانزي التي تعيش اليوم تطوّرت كما تطوّر الإنسان – ولذلك هي ليست مماثلة تمامًا للسّلف المشترك. الصّحفي في قناة الجزيرة للأسف أخذ هذه الفكرة البسيطة (لمن درس نظريّة التطوّر على الأقلّ) وادّعى أنّ العلماء يقولون أنّ الإنسان لم ينحدر من سلالة القردة. هذا خطأ فادح. لمزيد من التّوضيح حول هذه النّقطة، راجع هذا الفيديو.


Science Magazine (2009). Online Extras: Ardipithecus ramidus.
The Smithsonian Institute. Human Fossils.Fox, Health, Maggie, and Science Editor. “Discovery in Ethiopia Casts Light on Human Origins.” Reuters. Thomson Reuters, 02 Oct. 2009. Web. 21 May 2013.

Science Magazine(2009). Issue of Oct. 2nd. The complete set of articles.
Wikipedia: Ardipithecusramidus


المقالة المذكورة على موقع الجزيرة: “أردي” تطعن بصحة نظرية داروين.

هنا

3 Comments

Leave a Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *