تمكَّن فريق دولي من الكشف عن التسلسل الجيني لشجيرة الورد “Rose Bush”، وهو الأمر الذي سيُسهم في فهم العمليات الأيضية المسؤولة عن الصفات الفريدة للون ذلك النوع من الزهور ورائحته.
إن حل الشفرة الجينية للورود سيمكِّن العلماء من تصميم أصناف جديدة مُحسَّنة، ذات ألوان أفضل وروائح أعمق.
وأوضحت ورقة بحثية نُشرت اليوم في مجلة “نيتشر جيناتكس” أن الورود الحديثة لها مجموعة من الجينومات المعقدة. إذ تقوم الوردة بدمج التسلسلات الكروموسومية الموروثة من كلا الوالدين في سلسلة طويلة تؤدي إلى تعقيد الجين النهائي بشكل كبير، هذا التعقيد هو ما يُسهِم في جعل رائحة الورد جذابة، كما يجعل ألوانها أكثر تألقًا.
وتُعد شجيرة الورد أحد أكثر نباتات الزينة التي استُخدمت كرمز في التاريخ الإنساني، كما أنها أكثر نوع يُباع في العالم بين كل أنواع الزهور، علاوة على كونها النبات الزخرفي الأساسي في الحدائق والشرفات.
ودرس العلماء من جامعات كلود بيرنارد ليون وتولوز ومعهد التطور بفرنسا، علاوةً على معاهد بحثية أخرى، أصل الوردة الحديثة، عبر فحص جينات شجيرة الورد من النوع la france، وهي شجيرة هجينة تجمع بين خصائص النمو النشط للأنواع الأوروبية والعمر المتعدد السنوات الذي تتميز به الأنواع الصينية.
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة “محمد بنجمان” في تصريحات خاصة لـ”للعلم” إن الكشف عن التسلل الجينومي المرجعي يسلط الضوء على تطور عائلة الورود، مشيرًا إلى أن العمل على البحث استغرق سنوات، تم خلالها توصيف سبعة أزواج من الكروموسومات الموجودة في الورد، للكشف عن تسلل 36377 جينًا موجودًا في الوردة الواحدة.
وأفاد البحث أن مقارنة التسلسل الجيني لشجيرة الورد مع شجر آخر (كالتفاح والفراولة والكمثري) كشف عن مفاجأة كبيرة، فالورود والفراولة «قريبة من الناحية التطورية».
وحدد البحث على وجه الدقة الجينات الرئيسية المسؤولة عن مسارات البناء البيولوجية المرتبطة بتنمية الزهور، وتكاثرها، وإنتاج عطرها، والصباغ المسؤول عن لون الزهرة.
ويقول “بنجمان” إن البحث يوفر “أساسًا صلبًا لكشف الآليات الجزيئية والجينية التى تتحكم في خصائص الورد وتنوُّعه”.
وسيساعد البحث الجديد في دراسة الأنواع الأخرى من نباتات الزينة؛ لمعرفة كيفية إنتاج العطور والصباغ الذي يُكسب الوردة ألوانها الجذابة.
تم نقل المقال من Scientific American بالتصرف.