منذ ما يقرب من 66 مليون سنة مضت، ضرب كويكب ضخم أو مذنب الأرض بالقرب من ما يعرف الآن بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك.
على الجانب الآخر من العالم، في الهند، في مكان يسمى مصاطب ديكان، وفي بداية فترة من الثوران البركاني القوي الذي من شأنه أن يستمر لعشرات الآف السنين.
غالبًا ما تعتبر مثل هذه الاحداث الكارثية السبب الرئيسي وراء الانقراض الجماعي في نهاية العصر الطباشيري والتي قضت على معظم الديناصورات جنبًا الى جنب مع 75% من أشكال الحياة على الارض.
لكن معظم الأبحاث الجديدة كشفت عاملا آخر لعب دورًا في إنهاء حقبة أكثر الكائنات التي تمشي على الأرض ضخامة، وهو أن بيوض الديناصورات تأخذ فترة طويلة لتفقس ،وهذا يعني أنها عندما تفقس ستنافس كائنات أكثر كفاءة كالبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات من أجل غذائها والتي تمكنت من النجاة من ذلك العصر وانتقلت إلى العصر التالي.
مقارنة بالزواحف فالطيور تضع بيوض أقل، وأكبر حجمًا، ما قد يعيق قدرتها على المنافسة من أجل البقاء لأنها تكون عرضة للكسر أوالافتراس من قبل الحيوانات الأخرى، لكن من جهة أخرى فإن بيوض الطيور تفقس قبل بيوض الزواحف فالطيور تحافظ على البيض دافئًا ومستقرًا وهذا ما قد يحافظ عليها الى أن تفقس.
يعتقد الباحثون أن الديناصورات الطائرة تمكنت من النجاة كما ويُعتقد أن بيوض الأصناف غير الطائرة يفقس بنفس المعدل مع بيوض الديناصورات الطائرة.
في النهاية الديناصورات -الطائرة وغير الطائرة- تمتلك نفس الهيكل تقريبًا، وبما أن الديناصورات الطائرة هي الوحيدة المتبقية، فجميع الفرضيات تبنى عليها.
لكن دراسة جديدة أفادت أن بيوض الديناصورات تأخذ وقتًا أطول لتفقس، فدراسة أحد الأنواع قدرت أن بيوض نوع مناظر من الطيور قد يستغرق مابين 40 الى 82 يومًا ليفقس، لكن على ما يبدو أن بيوض الديناصور إذا وضعت في الحضانة فانها قد تستغرق ما بين 83 الى 171 يومًا لتصبح جاهزة، الأمرالذي يجعلها شبيهة بالزواحف أكثر، وهذا قد يغير الكثير مما نعرفه عن الديناصورات.
كما وقد اهتمت دراسة أخرى بنمو الأسنان في الفترة الجنينية ومن خلالها تمكن العلماء من تقدير كم من الوقت يحتاج الجنين من أجل النمو، لذلك فقد حاول العلماء حساب فترة تكوين الأسنان في الأجنة في نوعين من الديناصورات هما –هايباكروسورس ستيبنغيري- و –بروتوسيراتوبس ايندروزي- فوجد الباحثون أن بعض المقاييس التي يمكن استخدامها لحساب فترة تكوين الأسنان في أجنة البشر والتماسيح يمكن تطبيقها على الديناصورات، أشارت الدراسات أيضًا إلى أن بيوض الديناصور بروتوسيراتوبس استغرقت ضعف الوقت لتفقس مقارنة ببيوض طائر مناظر له، وأنها استغرقت وقتًا أقل مقارنة ببيوض حيوان زاحف مناظر، هذا يعني أن معظم الفرضيات المتعلقة بسلوك الديناصورات تحتاج الى إعادة تقييم، ويعتقد أن هذه الأنواع كانت تهاجر ذهابًا وإيابًا من القطب الشمالي بين فصول السنة، لكن فترة الحضانة الطويلة للبيوض تجعل هذا مستحيلًا.
في الوقت الذي تستند هذه الفرضيات الجديدة على عمليات تقييم لاحفوريات لنوعين من الديناصورات –يرى الباحثون أن فترة الحضانة قد تكون طويلة في جميع الديناصورات المسننة- على الرغم من أن إجراء المزيد من الدراسات قد يغير هذا الاستنتاج .
التاثير الكبير الآخر هو أننا نعرف أن الديناصورت تحتاج إلى موارد حية كبيرة أكثر من الزواحف والطيور لتستمر بالعيش كما أنها تأخذ وقتًا أطول لتنضج على عكس كثير من الثدييات والطيور.
عندما دمرت معظم مصادر الغذاء بفعل التغير المناخي بعد أن ضرب الكويكب الأرض وخلال فترة النشاط البركاني أصبح من الصعب على الأنواع الكبيرة من الكائنات الحية أن تعيش كما أن معدلات الفقس البطيئة يعتبر عامل مدمرا آخر للديناصورات ، وهذا يساعدنا في فهم لماذا لم تتمكن تلك الكائنات من النجاة في ذلك الوقت؟.
اقرأ أيضًا: كيف زودت العملية التطورية أيدينا بخمسة اصابع ؟
المصدر: businessinsider